6:49 مساءً / 10 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

تراجع مستويات عناصر أساسية في الدماغ يؤدي إلى الفصام!

تراجع مستويات عناصر أساسية في الدماغ يؤدي إلى الفصام!

شفا – وجد باحثون علاقة بين الإصابة بمرض الفصام واختلال مستويات عنصري الحديد والميالين في مناطق محددة من الدماغ، ما قد يحسن فهم الآليات الدماغية الكامنة وراء هذا الاضطراب النفسي المعقد.

ويعد الفصام اضطرابا نفسيا شديدا، يتميز بأعراض مثل الهلوسة، واضطراب الكلام والتفكير، والمعتقدات الخاطئة، وصعوبات التركيز، ما يؤثر سلبا على الأداء اليومي للمصابين. ورغم تعدد الأبحاث حوله، ما تزال الأسس البيولوجية والعصبية للمرض غير مفهومة بالكامل.

وبينما أشارت دراسات سابقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي إلى وجود صلة بين الفصام واختلال مستويات الحديد والميالين في الدماغ، إلا أن النتائج ظلت متضاربة وغير حاسمة.

وفي محاولة لحل هذا التناقض، قام فريق بحثي من كينغز كوليدج لندن، ومستشفى هامرسميث، وإمبريال كوليدج لندن، بإجراء دراسة شملت 85 مريضا بالفصام و86 فردا من الأصحاء كمجموعة ضابطة.

واستخدم الباحثون تقنيات متطورة للتصوير بالرنين المغناطيسي، حساسة للحديد والميالين، لفحص أدمغة المشاركين، بما في ذلك تقنية رسم الخرائط الكمي للحساسية وقياس الانتشار، بهدف قياس المستويات الدقيقة لهذه العناصر في مناطق الدماغ المختلفة.

ووفقا للنتائج المنشورة في مجلة Molecular Psychiatry، فقد كشفت التحليلات عن وجود انخفاض ملحوظ في مستويات الحديد والميالين في أدمغة مرضى الفصام، خاصة في مناطق النواة الذنبية، والبطامة، والكرة الشاحبة، وهي مناطق غنية بالخلايا الدبقية قليلة التغصن.

وأوضح الدكتور لوك فانو، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن “الحديد عنصر أساسي للعمليات العصبية، لكن زيادته تسبب تلفا تأكسديا، لذا يجب الحفاظ على مستوياته في حالة توازن دقيق”، مشيرا إلى أن “تأثير الميالين على قراءات التصوير بالرنين المغناطيسي الحساس للحديد كان أحد العوامل التي أدت إلى تضارب النتائج السابقة”.

وتكمن الأهمية الإكلينيكية لهذه النتائج في إبرازها لدور الخلايا الدبقية قليلة التغصن في المرض، حيث تستخدم هذه الخلايا الحديد لإنتاج الميالين، ما يربط خلل وظيفتها بالإصابة بالفصام.

ويعتزم الفريق البحثي توسيع نطاق الدراسة ليشمل اختبار المؤشرات الحيوية نفسها على مرضى الاضطراب ثنائي القطب، والأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالفصام. كما سيبحثون إمكانية استخدام هذه المؤشرات للتنبؤ باستجابة المرضى للعلاجات النفسية المختلفة.

ويأمل الباحثون أن تمهد هذه النتائج الطريق أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف إصلاح الميالين أو تنظيم مستويات الحديد في الدماغ، ما يفتح آفاقا جديدة لتحسين حياة الملايين المصابين بهذا الاضطراب حول العالم.

شاهد أيضاً

لا تسمحوا بإعادة هذا المارد إلى القمقم ، قراءة تحليلية في مقال الدكتور مصطفى البرغوثي ، بقلم : المهندس غسان جابر

لا تسمحوا بإعادة هذا المارد إلى القمقم ، قراءة تحليلية في مقال الدكتور مصطفى البرغوثي ، بقلم : المهندس غسان جابر

لا تسمحوا بإعادة هذا المارد إلى القمقم ، قراءة تحليلية في مقال الدكتور مصطفى البرغوثي …