
أَنِينُ المَأوَى ، بقلم : نسيم خطاطبه
كَيَّ الجِراحَ لَهُ مَأوًى وَسُقْيَا
والدّاءِ فِيهِ لِصَبْرِهِ دَواءَا سُقوي
شِفَاءُ كُلِّ السُّقَامِ صَبْرٌ عَلَى الأَلَمِ
وَلِلوُعُودِ جُرْعَةٌ سَقَتْ مَهْوَى
تَعَوَّدْنَا عَلَى النَّزْفِ المُرِيرِ دِمَاءَنَا
فَلَنْ يُطَيِّبَ جُرْحَنَا مَا غَوَى
تَنَاغَمُوا عَلَى صَوْتِ الصُّرَاخِ عُرُوبَتِي
أَعْجَبْهُمُ نُزُوحُ قَوْمٍ بِلا مَأوَى
وَضَعُوا أَيَادِيَهُمْ بِأَيْدِي جَلَّادِهِمْ
وَكَأَنَّنَا العُصَاةُ بِعَصْرِ قَسْوَى
أَنِينُنَا أَفَاقَ أَحْرَارَ كُلِّ العَجَمِ
وَالْعُرْبُ بَاتُوا فِي بَلاءٍ وَبَلْوَى
يَطَأُونَ رُؤُوسَهُمْ طُولَ المَدَى وَهُمُ
قَدْ أَغْرَاهُمُ زُخْرُفُ كَذَّابٍ لِلنَّجْوَى
تَجَمَّعَ البُغَاةُ فِي ثَوْبِ الزَّيْفِ وَانْكَشَفُوا
غِشًّا وَعَهْدًا فِي الخَفَا قَدْ تَوَى
مَتَى يُفِيقُ العُرْبُ مِنْ سُبَاتِ غَفْلَتِهِمْ
وَيَرْفَعُوا رَايَةَ الحَقِّ الأَسْوَى
سَيَبْقَى الحُرُّ فِي كَبِدِ العَنَا صَبِرًا
يُنَادِي أُمَّتِي حَتَّى التَقوى
نسيم خطاطبه