1:41 مساءً / 22 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

العزلة الإسرائيلية تتسع… والعالم يفتح أبوابه لفلسطين ، بقلم : براء المحسيري

العزلة الإسرائيلية تتسع… والعالم يفتح أبوابه لفلسطين ، بقلم : براء المحسيري

العزلة الإسرائيلية تتسع… والعالم يفتح أبوابه لفلسطين ، بقلم : براء المحسيري

إسرائيل من “الديمقراطية الوحيدة” إلى “الدولة المنبوذة”

تحاول إسرائيل منذ سنوات طوال التمسك بصورتها أنها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”. لكن جائت صور الدبابات التي تجتاح غزة والإبادة المستمرة والتجويع الممنهج، والمستوطنات التي تبتلع الضفة الغربية، والدمار الذي يلاحق المدنيين الفلسطينيين، أطاح بهذه الرواية أمام العالم أجمع. لم تعد الحملات الدعائية قادرة على إخفاء الحقيقة: إسرائيل في عزلة دولية تتعمق يومًا بعد يوم.


أوروبا التي كانت تصطف دومًا خلف تل أبيب بدأت ترفع صوتها بفعل الرفض الشعبي : برلمانات تصوّت لوقف تصدير السلاح، جامعات تقاطع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وحركات شعبية تقود مقاطعة اقتصادية وثقافية واسعة قد تصل لتجميد امتيازات و فرض عقوبات . صورة إسرائيل التي طالما تغنّت بها انكسرت، لتحل محلها صورة “الدولة المارقة” وزخم رفض التواجد الاسرائيلي اصبح علنيا اليوم.

واشنطن الدرع الأخير… إلى متى؟


صحيح أن الولايات المتحدة ما زالت الدرع الواقي لإسرائيل في مجلس الأمن، تستخدم “الفيتو” بلا تردد لإفشال أي قرار يفتح الطريق أمام الاعتراف الكامل بفلسطين أو وقف الابادة في غزة أو إدانة الاستيطان. لكن السؤال الملح: إلى متى تستطيع واشنطن الصمود أمام موجة عالمية تتسع يومًا بعد يوم؟


حتى داخل أمريكا نفسها، أصوات الشباب والجامعات وحركات الحقوق المدنية بدأت تعكس تحولًا عميقًا في المزاج الشعبي، رافضة استمرار الانحياز المطلق لإسرائيل والدعم اللامحدود لها اقتصاديا وعسكريا. و ما كان يومًا “إجماعًا غربيًا” لم يعد موجودًا.

فلسطين: من الهامش إلى صدارة المشهد


على الطرف الآخر، يتقدم الفلسطينيون بتضحياتهم ودماء شهداءهم وآلام جرحاهم وعذابات اسراهم بكل شغف خطوة بخطوة نحو تثبيت دولتهم سياسيًا وقانونيًا. منذ اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب عام 2012، فتحت الأبواب أمام أكثر من 140 دولة تعلن رسميًا اعترافها بالدولة الفلسطينية.


الأمر لم يعد رمزيًا، الاعتراف يتيح للقيادة الفلسطينية ودبلوماسيتها طرق أبواب المحكمة الجنائية الدولية، ويمنحها موقعًا على الطاولة الدولية. والأهم أنه يحاصر إسرائيل سياسيًا، ويضعها في خانة “المحتل الذي يرفض الحل”.

اعتراف أوروبا… صفعة موجعة


إسبانيا، النرويج، إيرلندا، السويد، بريطانيا … دول أوروبية لم تعد تكتفي بالانتقادات الخجولة، بل اتخذت القرار الذي كانت إسرائيل تخشاه: الاعتراف بفلسطين. كل اعتراف جديد يشكل صفعة سياسية مدوية، ورسالة واضحة مفادها أن سياسة الاحتلال والاستيطان وضم الاراضي لم تعد تمر بلا ثمن.


هذه الاعترافات لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة ضغط شعبي متزايد وصور صادمة من غزة والضفة، جعلت الرأي العام الأوروبي يضغط على حكوماته لاتخاذ موقف حاسم.

إسرائيل اليوم محاصرة بالرواية الفلسطينية


المعادلة اليوم باتت معكوسة: إسرائيل التي كانت تفرض روايتها على العالم لعقود، تجد نفسها محاصرة برواية فلسطينية أكثر إقناعًا ومصداقية. مشاهد الدمار والضحايا لا تحتاج إلى ترجمة ولا إلى لوبيات سياسية. إنها تصل إلى شاشات العالم مباشرة، وتكشف الحقيقة التي حاولت إسرائيل طمسها طويلًا فنحن أهلها.

التحديات الداخلية الفلسطينية… هل تفسد اللحظة؟


رغم هذا الزخم، يدرك الفلسطينيون أن الاعتراف الدولي وحده لا يكفي. الانقسام الداخلي يبقى عقبة خطيرة تهدد هذا التقدم. كما أن الضغوط الإسرائيلية الهائلة على الدول الراغبة بالاعتراف قد تبطئ المسار.


لكن اللحظة السياسية تبدو مواتية أكثر من أي وقت مضى، شرط أن نُحسن نحن الفلسطينيون استثمارها بخطاب موحد واستراتيجية واضحة فوحدتنا كانت وستبقى اساس قوتنا.

قد حان الآن زمن التغيير


العزلة الإسرائيلية والاعتراف المتزايد بفلسطين ليسا تفصيلين عابرين في السياسة الدولية، بل مؤشرات على أن مرحلة جديدة بدأت تتشكل. إسرائيل تفقد شرعيتها تدريجيًا، وفلسطين تكسب أرضًا جديدة كل يوم. المشهد يوحي بأن العالم بدأ يغير بوصلته: من حماية الاحتلال إلى الاعتراف بالحق في الحرية والدولة والمساواة بالحقوق .


السؤال الكبير الآن: هل تتحول هذه الاعترافات والعزلة إلى ضغط سياسي يجبر إسرائيل على إنهاء احتلالها، أم ستبقى مجرد أوراق رمزية بانتظار معادلات إقليمية ودولية أكثر حسمًا؟


براء المحسيري
رام الله – فلسطين

شاهد أيضاً

منى الخليلي تشارك في مؤتمر إطلاق المؤشر الإقليمي حول العنف ضد النساء في العراق

منى الخليلي تشارك في مؤتمر إطلاق المؤشر الإقليمي حول العنف ضد النساء في العراق

شفا – شاركت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي في أعمال المؤتمر الإقليمي لإطلاق المؤشر الإقليمي …