2:29 مساءً / 19 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

فلسطين تصافح فنزويلا في ساحة التضامن ، بقلم : محمد علوش

فلسطين تصافح فنزويلا في ساحة التضامن ، بقلم : محمد علوش

لبّينا دعوة القوى الوطنية للمشاركة في الوقفة التضامنية أمام مكتب سفارة فنزويلا في رام الله، وكان حضور جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بين صفوفها واجباً ووفاءً، فاحتشد الأوفياء هناك، يتقاسمون الهتاف كما يتقاسمون الهمّ الإنساني، ويجددون العهد بأنّ فلسطين لا تنسى من وقف إلى جانبها، ولا تترك رفاقها في مهبّ العاصفة.


ارتفعت الكلمات في الميدان، كلماتٌ لم تكن مجرد خطابات عابرة، بل شرايين تصبّ في قلب الصداقة الأممية، فيما صدحت الحناجر بهتافات تعانق كراكاس من رام الله، وتشدّ على يد الرئيس نيكولاس مادورو والشعب الفنزويلي الباسل، في مواجهة الهيمنة الأميركية والعدوان الإمبريالي الذي يسعى إلى إخضاع إرادة الشعوب الحرة وكسر عنادها.


لقد كانت الوقفة أكثر من مجرد موقف رمزي، فكانت إعلاناً عن وحدة المصير بين فلسطين وفنزويلا، بين شعب يحاصر بالاحتلال وشعب يتعرض لحصار العقوبات والمؤامرات، وكما لم تنكسر فلسطين رغم الدم والجدران، لن تنكسر فنزويلا رغم الضغوط والحصار، لأن الشعوب التي تمتلك الوعي والإرادة قادرة على تحويل الألم إلى قوة، والهجوم الإمبريالي إلى درس جديد في الصمود.


وليس غريباً أن يتجدد هذا التضامن في رام الله، فالتاريخ القريب يشهد أن فنزويلا – منذ عهد القائد الراحل هوغو تشافيز – جعلت فلسطين عنواناً دائماً في خطابها الأممي، فطردت السفير الإسرائيلي، وأعلنت دعمها غير المشروط لحقوق شعبنا، وأكدت أنّ المقاومة ضد الاحتلال جزء لا يتجزأ من معركة الإنسانية ضد الاستعمار، ومع استمرار هذه الروح، حمل الرئيس نيكولاس مادورو الراية، فكان صوتاً صلباً في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية، مدافعاً عن فلسطين، ورافداً حيوياً لكل جبهة ترفض الاحتلال والعنصرية والفاشية والهيمنة.


لقد وقفت فنزويلا معنا حين تخلّى كثيرون، ورفعت راية فلسطين في قارتها البعيدة كما لو كانت جزءاً من جبال الأنديز، مؤكدة أن العدل لا يعرف حدوداً جغرافية، وأن الدم الإنساني – أينما سفك – هو امتحان للضمير العالمي.


من هنا، لم يكن تضامننا مع فنزويلا ترفاً سياسياً أو مجرد تبادل للمجاملات، بل هو امتداد لثقافة الوفاء التي تؤمن بها الشعوب الحرة، فكما وقفت كراكاس معنا في المحافل الدولية، نرفع نحن أصواتنا اليوم ضد العدوان الأميركي عليها، ضد الحصار الاقتصادي الجائر، وضد كل محاولة للنيل من إرادة شعبها وكرامة قيادتها المنتخبة.


في تلك الساحة برام الله، بدا التضامن نفسه فعلاً مقاوماً، أن ترفع الصوت في وجه الظلم، وأن تؤكد أنّ العالم أوسع من الهيمنة الأميركية، وأنّ الشعوب – مهما تباعدت المسافات – قادرة على أن تصوغ جبهة مشتركة ضد الطغيان، وهكذا، من رام الله إلى كراكاس، يتجدد وعد الأحرار، أنّ قلوبنا تنبض معاً، وأننا، في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ومع كل القوى الوطنية، سنظل نرفع راية الوفاء لفنزويلا الصديقة، كما رفعتها هي دوماً لفلسطين، حتى يتحقق النصر المشترك على الاستعمار والهيمنة والإمبريالية.

شاهد أيضاً

وزارة الثقافة والرابطة العربية للآداب والثقافة و الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ينظمان أمسية شعرية بعنوان "وطن"

وزارة الثقافة والرابطة العربية للآداب والثقافة و الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ينظمان أمسية شعرية بعنوان “وطن” في الخليل

شفا – برعاية وزارة الثقافة نظمت الرابطة العربية للآداب والثقافة – فرع فلسطين بالتعاون مع …