
شفا – دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الصين وباكستان إلى دفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية في جميع الأحوال بين البلدين من خلال مبادئ “الديمومات الأربع”.
صرح وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بذلك هنا في إسلام أباد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار، عقب الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية الصين وباكستان.
وقال وانغ إن الحوار عُقد في مناخ ودي وأخوي، وخلاله توصل الجانبان إلى توافق بشأن كل القضايا تقريبا من خلال تواصل شامل ومتعمق.
وأوضح وانغ أن التعاون الاستراتيجي بين الصين وباكستان يمثل أهمية كبيرة للتنمية المشتركة للبلدين وللسلام والاستقرار الإقليميين، مشيرا إلى أن الصداقة شديدة القوة بين البلدين تصمد أمام اختبار الزمن، وأن الشراكة التعاونية الاستراتيجية في جميع الأحوال بين البلدين لا يمكن فصمها.
وأكد وانغ أن الصين وباكستان ستظلان ملتزمتين بـ ” الديمومات الأربع”، وأولاها هي الحفاظ دائماً على الثقة المتبادلة الكبيرة والدعم المتبادل رفيع المستوى.
وذكر أن الجانبين اتفقا على العمل وفقاً للتوافق المهم الذي تم التوصل إليه بين قائدي البلدين باعتباره توجيهاً استراتيجياً، ومواصلة ترسيخ وتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة، ودعم بعضهما البعض بقوة في حماية مصالحهما الأساسية.
وأوضح وانغ أن الجانبين سيركزان دائماً على التنمية والتعاون المربح للطرفين، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على أن الأولوية الحالية للتعاون الثنائي تتمثل في بناء الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني معا وبجودة عالية، وبناء نسخة محدثة (2.0) من الممر.
ولفت إلى أن الجانبين سيبذلان جهودا قوية لتعميق التعاون في المجالات الرئيسية الثلاثة المتمثلة في الصناعة والزراعة والتعدين، وتحسين رفاهية الشعب الباكستاني على نحو فعال، وتدعيم قدرة باكستان على التنمية المستقلة، وتعزيز صلابة الاقتصاد الباكستاني.
وأشار وانغ إلى الكارثة التي نجمت عن سقوط الأمطار الغزيرة التي أصابت باكستان حديثاً، وأكد أن الشعب الصيني يشاطر الشعب الباكستاني مشاعره إزاء تلك الكارثة، وأن الصين ستمنح باكستان مساعدة إنسانية فورية للإغاثة من الطوارئ.
وذكر وانغ أن الصين وباكستان ستعملان دائماً على حماية الأمن وتحسين معيشة شعبي البلدين، مشيراً إلى أن الصين تثمن الجهود المضنية والتضحيات الكبيرة التي تبذلها باكستان في مكافحة الإرهاب، وتؤمن بأن مساعي باكستان لمكافحة الإرهاب ستُكلل بالنجاح في نهاية المطاف.
وأوضح وانغ أن باكستان ستتخذ إجراءات ملموسة لضمان أمن الأفراد الصينيين والمشروعات والمؤسسات الصينية في البلاد، وذلك بالتزامن مع العمل مع الصين لمواصلة تعميق التعاون في مجالي مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن، وتعزيز التنسيق في شؤون مكافحة الإرهاب على الصعيد الإقليمي.
وقال إن الجانبين سيعززان أيضاً بقوة التبادلات والتعاون في مجالات التعليم والشباب والثقافة، من أجل توطيد الأساس الشعبي والاجتماعي للصداقة بين الصين وباكستان.
وأكد وانغ أن الصين وباكستان أيضاً ستعززان دائماً التنسيق وستواجهان التحديات معاً، مضيفاً أنه في الوقت الحاضر الذي ترتبط فيه الساحة الإقليمية في جنوبي آسيا بشكل وثيق مع التحديات العالمية، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الإقليمي، وتدعيم القيم الآسيوية المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول، وجعل آسيا موطناً ينعم بالسلام والأمن والازدهار والجمال والود والتناغم.
وأكد وانغ أن الجانبين سيحميان بقوة نتائج الانتصار في الحرب العالمية الثانية، وسيمارسان التعددية الحقيقية، وسيعارضان جميع أشكال التنمر أحادي الجانب.
وأوضح أن الصين وباكستان ستتخذان مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية منصات وقوى محركة مهمة، وستعملان بقوة على تعزيز التضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي، وستعملان معا على تعزيز عالم متعدد الأقطاب يتسم بالمساواة والنظام وعولمة اقتصادية شاملة للجميع، وستبذلان جهودا حثيثة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.