
شفا – في الذكرى الـ(56) لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن هذه الجريمة لم تكن حادثة معزولة، بل كانت التعبير المبكر عن العقلية الصهيونية التي ما زالت تمارس حقدها ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا حتى يومنا هذا.
إن النار التي التهمت جنبات الأقصى عام 1969 ما زالت مشتعلة بأشكال جديدة أكثر أهمية بشاعة، فهي اليوم تأخذ صورة حرب الإبادة المروعة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ومحاولات التهجير القسري، وتكريس سياسة الأرض المحروقة، وهي ذاتها النار التي تحاول أن تلتهم القدس عبر مشاريع التهويد والاقتحامات اليومية، والضفة الغربية عبر الاستيطان المسعور ومصادرة الأراضي وهدم البيوت.
إن استمرار هذه السياسات الإجرامية يثبت أن الاحتلال لم يتوقف يوماً عن استهداف الوجود الفلسطيني برمته، وأن ما يجري في غزة ليس معزولاً عن التهويد في القدس ولا عن الاستيطان في الضفة، بل هو جزء من مشروع استعماري استيطاني شامل يسعى لشطب هويتنا وحقوقنا الوطنية.
اننا في الجبهة العربية الفلسطينية إذ نحيي ذكرى إحراق الأقصى، فإننا نؤكد أن الرد على هذه الجرائم المتواصلة لا يكون إلا بالوحدة الوطنية، وتصعيد المقاومة الشعبية الشاملة، وحشد الموقف العربي والإسلامي والدولي لوقف حرب الإبادة، ولجم التهويد والاستيطان، وحماية القدس ومقدساتها.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية، ووقف ازدواجية المعايير، واتخاذ خطوات عملية تضمن وقف حرب الإبادة ضد شعبنا، وتضع حداً للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف الأقصى والقدس وسائر الأرض الفلسطينية. فشعبنا باقٍ على أرضه، يدافع عن مقدساته، ولن تسمح أي قوة في العالم بإطفاء جذوة هويته الوطنية.