1:01 صباحًا / 16 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

هنا كان الأقصى لأننا كنا نائمين ، اليمين الصهيوني يرسم الخطة ونحن نصفق للمؤامرة ، بقلم: وليد العريض

هنا كان الأقصى لأننا كنا نائمين ، اليمين الصهيوني يرسم الخطة ونحن نصفق للمؤامرة ، بقلم: وليد العريض

يخرج علينا واحد لا تعرف أهو مؤرخ بشهادة مزورة أم عسكري بخيال مريض، لكن المؤكد أنه يميني صهيوني متطرف لدرجة أن عنصريته تُشتم من خلف الشاشة. يبدأ خطبته بالقول: اليهود أقوياء قساة ويستشهد بمجزرة غزة، ثم يكمل بكل صفاقة: الفلسطينيون حيوانات تمشي على رجلين. لا بل يظن أن هذه نكتة يستحق عليها التصفيق!

ثم يقفز كالقرد على غصن خطته الكبرى: يجب بناء الهيكل، وكأن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين مجرد جدار قديم يعيق مشروعه العقاري. الجرافات جاهزة والمتفجرات في الحقيبة والحلم المزعوم ينتظر فقط أن نكمل نومنا.

المذيع يسأله: وماذا عن رد فعل العرب؟ يبتسم الرجل ابتسامة من يعرف الزبون جيداً ويقول: الفلسطينيون سيثورون قليلاً، أما العرب… فسوف ينسون، وكأنه يقرأ من كتاب كيف تشتري أمة بذاكرة سمكة.

هذا ليس تصريحاً عابراً، بل مخطط متكامل: استفزاز، ضجة إعلامية، غضب قصير المدى، نسيان. هم يعرفون أنك تنفعل على تويتر وتبرد على فيسبوك وتعود لتتابع مباراة الدوري. يعرفون أنك تعتبر الغضب موسماً، لا موقفاً.

المصيبة ليست في المتطرف الذي يهددك علناً، بل في الأمة التي تتثاءب وهي تسمع التهديد. نحن نعيش على فتات ردود الفعل، بينما العدو يعمل بخطة، جدولها الزمني طويل لكن نتائجه مؤكدة.

أيها العرب، أيها المسلمون، الأقصى ليس حجراً تزين به القدس، إنه اختبار لكرامتكم وصدق انتمائكم. إذا سقط الأقصى سيسقط معه آخر خيط يربطكم بتاريخكم وحينها لن يبق لكم إلا التغني بأمجاد الماضي على المقاهي.

تذكروا هذا جيداً: الأقصى لا يحميه الغضب المؤقت، بل الصحوة المستمرة. هم يخططون، وأنتم تنسون. وإذا سكتم اليوم غداً ستزورون مكانه لتقرأوا على لوحة سياحية: هنا كان الأقصى وربما تدفعون تذكرة الدخول لالتقاط صورة تذكارية بجانب الركام.

شاهد أيضاً

3 شهداء في قصف الاحتلال خيام نازحين غرب مدينة غزة

شفا – استشهد 3 مواطنين، في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على خيام نازحين غرب مدينة …