5:41 مساءً / 13 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

جامعتا الخليل وبوليتكنك فلسطين … بين إرث الماضي وتحديات الحاضر ، بقلم : معمر العويوي

جامعتا الخليل وبوليتكنك فلسطين … بين إرث الماضي وتحديات الحاضر ، بقلم : معمر العويوي

جامعتا الخليل وبوليتكنك فلسطين… بين إرث الماضي وتحديات الحاضر ، بقلم : معمر العويوي

شكّلت جامعة الخليل وجامعة بوليتكنك فلسطين، على مدار العقود الماضية، عنوانًا بارزًا للتعليم العالي في فلسطين، ووجهة أولى لطلبة الوطن من مختلف المحافظات، خاصة من شمال الضفة الغربية. كان حضور الطلبة من خارج محافظة الخليل يضفي على الحرم الجامعي تنوعًا فكريًا وثقافيًا، ويخلق بيئة تعليمية خصبة تتلاقى فيها التجارب والخبرات.

من ذاكرة البدايات، أستعيد مشاهد طفولتي عندما كنت طالبًا في مدرسة قريبة من جامعة الخليل. كنا نغامر أحيانًا بتسلق سور الجامعة لمشاهدة الحملات الانتخابية لمجلس الطلبة، حيث كان العمل النقابي الطلابي مدرسة وطنية حقيقية، تقوم على التنافس الشريف وروح الوحدة، وتفرز قيادات شبابية واعدة.

اليوم، بعد مرور أكثر من عشرين عامًا، أثبتت التجربة أن هذه الجامعات لم تكن مجرد مؤسسات تعليمية، بل كانت مصنعًا للقادة وميدانًا لتشكيل الشخصية الوطنية، إذ يتبوأ كثير من خريجيها مواقع متقدمة في الوزارات، والمحافظات، والأجهزة الأمنية، والمؤسسات الرسمية والمجتمعية.

ومن المهم التأكيد على أن جامعتي الخليل وبوليتكنك فلسطين مؤسستان عامتان غير ربحيتين، تحملان على عاتقهما رسالة أوسع من التعليم الأكاديمي. فدورهما الحقيقي يشمل إعداد جيل واعٍ، قادر على متابعة مسؤولياته الوطنية في البناء، والمساهمة في تخليص الوطن من الاحتلال، والحفاظ على هويته وقيمه.

لكن الواقع الحالي يكشف عن تراجع ملحوظ في نسبة الطلبة من خارج محافظة الخليل، وهو مؤشر يستدعي التوقف والمراجعة. إن على مجالس أمناء الجامعتين أن تدرك أن دورها لا يقتصر على إدارة الشأن الأكاديمي، أو ضمان القدرة المالية لتغطية رواتب العاملين، رغم أهمية ذلك، بل يمتد ليشمل مسؤوليات أكبر في تطوير البرامج الأكاديمية، وتجديد التخصصات، وتعزيز التميز، وخلق بيئة جامعية جاذبة تحتضن التنوع الثقافي والفكري.

كما أن من مهام مجالس الأمناء دعم إعادة العمل النقابي الطلابي إلى مساره الوطني السليم، ليكون رافعة للنهوض بالطلبة أكاديميًا واجتماعيًا وثقافيًا، بعيدًا عن الانقسامات، وقريبًا من همومهم وطموحاتهم، بما يعيد للجامعة دورها التاريخي في صناعة الأجيال وقيادة التغيير.

إننا نتوجه بنداء صريح إلى مجالس أمناء جامعتي الخليل وبوليتكنك فلسطين: إن مسؤوليتكم التاريخية لا تحتمل التأجيل أو الاكتفاء بإدارة الشؤون الأكاديمية والمالية. إنكم مطالبون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بإعادة الجامعتين إلى موقعهما الريادي على مستوى الوطن، واستعادة دورهـما كحاضنة للتنوع الفكري وميدان للعمل الوطني المسؤول.

فالتاريخ لن يرحم تقصيرًا في هذه المهمة، والأجيال القادمة ستسأل: هل كنتم أمناء بحق على إرث هذه الجامعات ورسالتها، أم اكتفيتم بإدارة شؤونها اليومية؟ إن الوطن ينتظر منكم قرارًا شجاعًا ورؤية واضحة تعيد للجامعتين مجدهما ودورهما في بناء فلسطين التي نحلم بها.

شاهد أيضاً

وفد من الشرطة يزور البيت الروسي في بيت لحم ويلتقون مع الدكتور تيموفي بوكوف

وفد من الشرطة يزور البيت الروسي في بيت لحم ويلتقون مع الدكتور تيموفي بوكوف

شفا – زار وفد من الشرطة المجتمعية في بيت لحم المركز الروسي، وكان في استقبالهم …