8:02 مساءً / 13 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

حين يسقط حَمَلة الحقيقة ، وداعًا لجنود الكلمة ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

حين يسقط حَمَلة الحقيقة ، وداعًا لجنود الكلمة ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

في عالم تتلاطم فيه الأخبار وتتزاحم فيه الروايات، هناك من لا يكتفون بالنقل عن بعد، بل يقتربون حتى حدود النار ليكتبوا الحقيقة من قلب الحدث. إنهم الصحفيون، جنود الكلمة، الذين لا يحملون سلاحًا سوى قلم وعدسة، ولا يملكون درعًا سوى شجاعتهم وإيمانهم بالرسالة.

اليوم الإثنين، سقط عدد من هؤلاء الجنود في ميدان الشرف. لم يُقتلوا في معركة سياسية، ولم يموتوا في حادث عرضي، بل ارتقوا شهداء الحقيقة، وهم يطاردون الخبر، ويكشفون المستور، ويصرخون بما يعجز الكثيرون عن قوله. رحلوا وفي أيديهم الكاميرا، وفي صدورهم قضية، وعلى أكتافهم أمانة لا يحملها إلا القليل.

في وداعهم، نقول: أنتم لم تكونوا مجرد ناقلي أحداث، بل كنتم نبض الشعوب وصوت المظلومين، مرآة الواقع، وضميرًا حيًا في زمن يشيع فيه التضليل. سقطتم لأنكم اخترتم أن تكونوا في الصفوف الأمامية، حيث تكون الكلمة أكثر خطرًا من الرصاصة، وأشد وقعًا من القنابل.

نعم، سقط الأجساد، لكن الرسالة لم تسقط. ستبقى حكاياتهم تُروى في كل قاعة تحرير، وستبقى صورهم منارةً لكل صحفي لا يزال يفتّش عن الحقيقة، رغم العتمة والخطر. ستُخلّد أسماؤهم في أرشيف المهنة، لا كأرقام أو أخبار عابرة، بل كرموزٍ سطّروا بدمهم معنى الشجاعة والوفاء للمهنة.

ولأسرهم نقول: مصابكم مصابنا، وفقدكم فخر لنا جميعًا. لم يرحلوا سدى، بل تركوا أثرًا لا يُمحى، وسيرةً لن تنساها ذاكرة الصحافة والإنسانية.

الصحافة لا تموت، والكلمة لا تُقمع، ومَن يسقط في سبيلها لا يُنسى.

وداعًا يا جنود الكلمة .. نمتم بسلام، فالحقيقة ستبقى حية بكم.

شاهد أيضاً

د. ليلى غنام تبحث مع رئيس جامعة بيرزيت إنشاء كلية بمعايير عالمية بدعم من رجل الأعمال حماد الحرازين

د. ليلى غنام تبحث مع رئيس جامعة بيرزيت إنشاء كلية بمعايير عالمية بدعم من رجل الأعمال حماد الحرازين

شفا – استقبلت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، اليوم الأربعاء، رئيس جامعة بيرزيت …