
شفا – قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني ، في ظل حرب الإبادة المتواصلة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ومع تفاقم الكارثة الإنسانية وتزايد مظاهر المجاعة وانهيار منظومات الحياة، تنعقد القمة الرابعة والثلاثون لجامعة الدول العربية في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت 17 أيار/مايو، في ظرف استثنائي لم تشهده القضية الفلسطينية منذ نكبة العام 1948.
وأضاف “البرديني” وإننا، إذ نحيي استضافة جمهورية العراق الشقيق لهذه القمة، ونقدر موقفها المبدئي والداعم للقضية الفلسطينية، نؤكد أن انعقاد القمة في هذا التوقيت، وبهذا السياق، يضعها أمام مسؤولية تاريخية تتجاوز بيانات التضامن اللفظي، إلى ضرورة بلورة موقف عربي فاعل، جامع، ومؤثر، يرقى إلى مستوى التحديات التي تهدد وجود شعبنا وحقوقه الوطنية.
وأكد “البرديني” ، إن ما يواجهه قطاع غزة اليوم ليس مجرد حرب عسكرية، بل عدوان استعماري ممنهج يهدف إلى كسر إرادة شعبنا، وفرض معادلات سياسية جديدة تعيد إنتاج مشاريع التهجير والتصفية بأدوات أكثر عنفاً وأشد خطورة، وهذا ما يتطلب من القادة العرب أن يعيدوا تقييم أدواتهم وآلياتهم في التعاطي مع هذه المرحلة الحرجة، التي تتداخل فيها المصالح الدولية مع تحولات إقليمية حساسة، باتت فيها القضية الفلسطينية عرضة للتهميش والاستغلال السياسي.
وأردف “البرديني” بالقول ، وليس من قبيل الصدفة أن تتزامن هذه القمة مع الجولة الخليجية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي عاد ليطرح من جديد أفكاره المسمومة حول تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى تحت عناوين إنسانية، في تجسيد فج لمحاولات تحويل القضية الوطنية لشعبنا إلى قضية إغاثية، تختزل بالجوع والماء، في تجاهل كامل لجوهر الصراع القائم على الاحتلال والاستعمار والاستيطان.
وشدد “البرديني” في تصريحه بالقول، إن تصريحات ترامب، وما ينسب إليه من خطط بائسة لنقل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا، ليست سوى إحياء لنهج صهيوني–أميركي قديم، لطالما واجهه شعبنا بالصمود والمقاومة والثبات، ورفضه كل مرة بوعي وطني لا يكسر. وهو ما يجعل من قمة بغداد لحظة فاصلة: إما أن تكون منصة لوضع حد لهذا المسار التصفوي، أو أن تتحول إلى محطة إضافية في مسلسل العجز العربي المديد.
وأضاف “البرديني”، وفي هذا السياق، ننظر بقلق واستغراب إلى الغياب الواضح لعدد من القادة والرؤساء العرب عن المشاركة المباشرة في القمة، واكتفاء العديد من الدول بإيفاد ممثلين عنها في لحظة يذبح فيها شعب عربي بأكمله على مرأى ومسمع من العالم. إن غياب الحضور السياسي العربي الفاعل، في ظل هذه اللحظة المفصلية، يبعث برسائل خاطئة إلى شعبنا الفلسطيني، ويضع علامات استفهام مشروعة حول مدى الجدية في تحمل المسؤولية القومية، خاصة وأن القضية الفلسطينية كانت، وما زالت، المعيار الحقيقي لصدقية الالتزام العربي المشترك.
وأكد البرديني انه و بوضوح ومسؤولية، أن شعبنا الفلسطيني لا يبحث عن الخلاص من الجوع فقط، بل عن التحرر من الاحتلال، وأن الحل الإنساني الحقيقي يبدأ برفع الحصار فوراً، ووقف العدوان، وإنهاء الاحتلال، لا بتسويق أوهام الوطن البديل أو برامج الإغاثة المؤقتة التي لا تلامس جوهر معاناته.
ومن هذا المنطلق دعا البرديني القادة العرب المجتمعين في بغداد إلى:
تحويل القمة إلى منصة فعل عربي جاد، عبر مخرجات عملية، تضمن دعم صمود شعبنا سياسيا واقتصاديا وميدانيا.
بلورة موقف عربي موحد لرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تغيير طابع وجودهم الديمغرافي والجغرافي.
التحرك في مجلس الأمن والمحاكم الدولية لتجريم الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين في غزة.
تبني خطة تحرك عاجلة لكسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر، بعيدا عن الابتزاز السياسي.
تفعيل لجان المتابعة لتنفيذ قرارات القمم السابقة بشأن فلسطين، بما يضمن عدم تحويل التضامن إلى مجرد مناسبات خطابية.
كما جدد البرديني التأكيد على أن الانقسام الفلسطيني لا بد أن يطوى إلى الأبد، وأن وحدة الصف الوطني، على قاعدة الشراكة الكاملة، هي الحصن الحقيقي في مواجهة الاحتلال والمشاريع الإقليمية المشبوهة، وندعو الأشقاء العرب إلى دعم مسار المصالحة باعتباره ركيزة للاستراتيجية الوطنية الجامعة.
ختاما، خاطب البرديني القادة العرب في بغداد، بالقول: إن فلسطين اليوم ليست بحاجة إلى التعاطف، بل إلى مواقف وإجراءات… إلى حصانة سياسية، وسند اقتصادي، وغطاء عربي حقيقي يعزز صمودها ويمكنها من إفشال المشروع الاستعماري الصهيوني.
وأكد البرديني ، إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، سنظل أوفياء لدماء الشهداء، وأمناء على تضحيات شعبنا، حتى ينال كامل حقوقه الوطنية المشروعة في العودة والحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس.