11:41 مساءً / 16 مايو، 2025
آخر الاخبار

زيارة ترامب الخليجية ، تحالف مصالح أم شراكة استراتيجية ؟ بقلم : المهندس غسان جابر

زيارة ترامب الخليجية ، تحالف مصالح أم شراكة استراتيجية ؟ بقلم : المهندس غسان جابر

زيارة ترامب الخليجية ، تحالف مصالح أم شراكة استراتيجية؟ بقلم : المهندس غسان جابر

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى السعودية وقطر والإمارات أعادت رسم معادلة العلاقات الإقليمية، وفتحت الباب أمام تحالفات اقتصادية وعسكرية جديدة، تجاوزت في أهدافها المصالح الثنائية، لتطال ملفات إقليمية حساسة مثل سوريا، إيران، وأزمة غزة.

نتائج اقتصادية غير مسبوقة

الجولة أفرزت سلسلة اتفاقيات وصفت بـ”التاريخية”، أبرزها:

صفقات بقيمة 600 مليار دولار مع السعودية، شملت أكبر صفقة أسلحة في التاريخ بقيمة 142 مليار دولار.

اتفاقيات مع قطر تجاوزت 1.2 تريليون دولار، أبرزها صفقات مع شركة بوينج واستثمارات ضخمة في قطاع الغاز.

شراكات استراتيجية مع الإمارات في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، بما في ذلك استيراد رقاقات “إنفيديا” المتطورة.

هذه الاتفاقيات لم تقتصر على دعم اقتصادات الخليج، بل مثّلت أيضاً دفعة قوية للاقتصاد الأمريكي، في ظل منافسة شرسة مع الصين وروسيا.

من المستفيد؟

الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر:

ضمنت تدفقاً مالياً واستراتيجياً هائلاً.

رسّخت نفوذها السياسي والأمني في الخليج.

دعمت صناعاتها الدفاعية والتقنية في الداخل.

أما دول الخليج فقد عززت من قدراتها الدفاعية، وفتحت مجالات استثمارية وتقنية جديدة تواكب الاقتصاد العالمي.

سوريا: الرهان الأمريكي الجديد؟

أحد المفاجآت في الجولة كان إعلان ترامب نيّته رفع العقوبات عن سوريا، ما قد يؤدي إلى:

إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي.

فتح الباب أمام إعادة الإعمار باستثمارات ضخمة.

تقليص اعتماد سوريا على حلفائها التقليديين مثل روسيا وإيران.

لكن هذه الخطوة لا تخلو من الحسابات السياسية، خاصة أن إعادة سوريا إلى الحظيرة العربية تحتاج إلى توافقات معقدة لا تتوقف عند الجانب الأمريكي.

غزة: هل كانت غائبة؟

رغم الضجيج الإعلامي حول غياب القضية الفلسطينية، إلا أن ملف غزة كان حاضراً في اللقاءات:

تأكيد خليجي على وقف الحرب وحماية المدنيين.

نقاشات حول إمكانية التوصل إلى تهدئة.

محاولات لتقديم “حل إنساني مؤقت”، دون التطرق إلى جذور الأزمة.

ومع ذلك، بقي التعامل مع غزة في إطار “إدارة الأزمة” لا حلّها، مما يعكس غياب الإرادة السياسية في تحريك الملف على مستوى استراتيجي.

مخاطر وتحديات

نجاح الجولة لا يلغي جملة من التحديات:

التوترات الأمنية الناتجة عن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

ضغوط الشارع العربي، خاصة تجاه سياسات واشنطن في فلسطين.

هشاشة بعض الاتفاقيات أمام التوترات الإقليمية وتغير الإدارات السياسية.

تحالفات بلا قضية عادلة؟

جولة ترامب ليست مجرد حملة اقتصادية، بل محاولة لإعادة هندسة التوازنات في الشرق الأوسط وفق مقاييس أمريكية. لكن المفارقة الكبرى تبقى في أن المال يتدفق، والأسلحة تُباع، والمصالح تُعقد… بينما غزة تنزف وحدها.

على القوى الفلسطينية والعربية أن تعيد صياغة أدواتها السياسية والإعلامية، حتى لا تكون القضية الفلسطينية مجرد بند ثانوي في دفتر المصالح الدولية.

م. غسان جابر
مهندس وسياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

شاهد أيضاً

الرئيس يجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني

شفا – اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الجمعة، مع رئيس الوزراء اللبناني نواف …