11:06 مساءً / 15 مايو، 2025
آخر الاخبار

القيادة و الإدارة في عصر المعلومات ، بقلم : د. فواز عقل

القيادة و الإدارة في عصر المعلومات ، بقلم : د. فواز عقل

تبدأ هذه المقالة بحوار بين صاحب الشركة و مدير الشركة


حضر صاحب الشركة ذات صباح و دخل على المدير و قال له : أحلتك إلى التقاعد، وهنا شعر المدير بأن صخرة نزلت على صدره و قال بصوت متقطع يرتجف : و لكنني لم أبلغ سن التقاعد و أنا مسؤول عن عائلة، أجاب صاحب الشركة: أعلم ذلك، و لكن أفكارك شاخت و هرمت و طلبت التقاعد و لم تكن تسمع لها.


و هنا أقول أن المبرر الوحيد لوجود قائد على رأس مؤسسة ما هو أن تكون لديه رؤية و ليس أي رؤية بل رؤية يرى من خلالها أن القيادة رحلة استثنائية تشاركية مسؤولية تفاعلية مما يفتح الباب للمخاطرة و الإبداع و النمو الاجتماعي من خلال بيئة عمل ممتعة مرنة آمنة مريحة بعيدة عن الخوف و التهديد و التوتر.


القيادة ليست منصبا بل مسؤولية إنسانية و تبدأ ببناء الثقة و خلق بيئة عمل يشعر فيها العاملين بالأمان و الانتماء.
القيادة ليست فرض السيطرة بل حماية الآخرين ، حيث يرى القائد نفسه مسؤولا عن أشخاص وليس أرقام، لأنه عندما يشعر العاملين بالخوف و التهديد تسيطر الأنانية و يقوم العاملين بالدفاع عن أنفسهم بدل دعم المؤسسة و هنا يظهر دور القائد الذي يوسع دائرة الأمان لتشمل كل من يعمل معهم و يشعر العاملين بالاحترام و الثقة و أنهم شركاء في صنع القرار و هنا يتبع العاملين القائد ليس لأنه في منصب قيادة بل لأنهم يشعرون بالأمان معه.


القائد الحقيقي لا يركز على السيطرة و التوجيه الفوقي بل يعمل على خلق بيئة عمل تسمح لكل العاملين بالنمو و الخطأ و التعلم و القيادة كذلك لا تعني دفع العاملين نحو الهدف بل مرافقة العاملين نحو النمو و هنا يظهر النمو الأخلاقي للقيادة، أن تخدم ولا تستخدم، ولا بد من الانتقال من ثقافة الخوف إلى ثقافة الثقة و الأمان لأنه حين يدار العاملين بالخوف يتحول الجميع إلى آلات و تصبح الأخطاء جريمة و الكل يبحث عن النجاح الفردي، و العكس صحيح، عندما تتحول القيادة إلى قيادة إنسانية تقوم على بناء الثقة ستكون النتيجة ولاء و انتماء و تفاعل و إبداع و تسيطر عقلية التعاون بين العاملين و هنا على القائد اختيار نمط القيادة الذي يريد تطبيقه أو ممارسته، فمثلا نمط القيادة التحويلية،تركز على إلهام العاملين و تحفزهم لتحقيق رؤية تشاركية أو نمط القيادة الموزعة التي تعتمد على توزيع المسؤوليات بين العاملين في الشركة.


أظهرت بعض الدراسات أن القيادة الفاعلة تتميز بعدة صفات ،منها: وضوح الرؤية، و التواصل الفعال، و دعم التطوير المهني للعاملين و تعزيز ثقافة التعاون و الابتكار.


القائد الحقيقي لا يقتصر على معرفة الأهداف أو وضع خطط بل يتفهم جميع العاملين و يحترمهم و يحميهم و يمنحهم الشعور بالأمان و القائد الحقيقي يرى العاملين أولا.


القيادة ليست لقبا بل أسلوب حياة،و أقول: أيها القائد، ابدأ اليوم، غامر اليوم، افعل شيئا جديدا اليوم، وفر الأمان لمن معك لتكن القائد الذي ينجح أولا، و اسأل نفسك دائما:


هل يشعر العاملين بالأمان و الاحترام و الثقة معي؟ هل يشعر العاملين بأنك تحميهم؟ هل يشعر العاملين بأنك تتصيد أخطاؤهم؟ كن القائد الذي يأكل أخيرا و لكن ينجح أولا
هنالك مفهوم إداري يقول، إذا كانت قراراتك تتطابق دائما مع مرؤوسيك هذا يشير إلى أنه لم نعد بحاجة إلى وجود واحد من الاثنين.


الإدارة الجماعية تقوم على الآراء و تتطلب وجود آراء مختلفة بعضها عن بعض مما يولد أفكار جديدة و إسهامات مميزة، إن اختلاف الآراء الناتجة عن اختلاف الثقافات العلمية و المهنية و التجربة تجعل المشاركين ينظرون إلى المشكلة من زوايا مختلفة متعددة تساعد في الوصول إلى قرارات و نتائج أفضل و إن اختلاف المشاركين هو سر التميز.
و يقال : من استبد فقد هلك ، و يقول الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأيك خطأ يحتمل الصواب.
رحم الله الشاعر الذي قال:


رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف و رأي الفرد أشقياء
و أخيرا أقول ، تحت التربوين المحاورون، أصحاب اليقظة، أصحاب البوصلة نصنع البوصلة لليوم التالي ولا ننتظرها

  • – د.فواز عقل – باحث في شؤون التعليم و التعلم

شاهد أيضاً

اللواء علام السقا يؤكد التزام الشرطة الكامل بمبادئ العدالة واحترام حقوق المواطنين

اللواء علام السقا يؤكد التزام الشرطة الكامل بمبادئ العدالة واحترام حقوق المواطنين

شفا – التقى مدير عام الشرطة اللواء علام السقا، اليوم الخميس، بالنائب العام المستشار أكرم …