11:43 مساءً / 14 مايو، 2025
آخر الاخبار

الجبهة العربية الفلسطينية : النكبة لم تنتهي ، وغزة اليوم تحاصر بالرماد والنار لاستكمال ما بدأه المشروع الصهيوني قبل 77 عاماً

شفا – قالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، يا جماهير شعبنا العظيم ، في الذكرى السادسة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطيني، نقف اليوم أمام مفترق تاريخي بالغ الخطورة، ليس فقط لتجديد التذكير بالمجزرة الأصلية التي أُقيم على أنقاضها الكيان الصهيوني، بل لتأكيد أن هذا الكيان لا يزال وفيا لجوهره: مشروع اقتلاع، لا يعترف بوجودنا، ولا يقبل بنا حتى أشلاء تحت الركام.

فنكبتنا لم تكن مجرد جريمة تهجير جماعي لأكثر من 750 ألف فلسطيني عام 1948، بل كانت بداية مسار وجودي طويل من النفي والتشريد والاجتثاث ومحاولات الطمس. لم تكن فقط ضياع وطن، بل حرباً مستمرة على المعنى، على الذاكرة، على الجغرافيا والديموغرافيا والإنسان.


وها هو هذا المشروع ذاته يعود اليوم إلى ذروة وحشيته في غزة المحاصرة، حيث ترتكب أكبر جريمة إبادة جماعية بحق شعبنا منذ عقود، لتستكمل فصول النكبة بلغة النار والطرد القسري والقصف المتعمد على المدنيين، لا فرق بين مستشفى وخيمة، لا فرق بين طفل وجريح أو صحفي. غزة اليوم، بكل وضوح، تحاصر بالنار لاستكمال ما بدأ في دير ياسين والطنطوره وصفد ويافا.

في غزة، لا نعيش ذكرى النكبة، بل نعيش استمرارها العيني، الوحشي، البارد، والمخطط له.


فالإبادة ليست حدثاً عارضاً، بل فعل استراتيجي نابع من بنية استعمارية ترى في وجودنا الفلسطيني خطراً دائماً يجب محوه. هذه حرب على الإنسان الفلسطيني بذاته، أينما كان، في الداخل والخارج، في الجغرافيا والرمز.

يا جماهير شعبنا المناضل..


إن ما يجري في غزة منذ السابع من تشرين أول 2023 ليس مجرد عدوان عسكري، بل لحظة كاشفة للواقع السياسي الأعمق: فالمشروع الصهيوني، الذي لم يتخل يوما عن وهم “أرض بلا شعب”، يستغل الصمت الدولي والغطاء الأمريكي والخذلان العربي ليفرض وقائع تهدف إلى إعادة صياغة الوجود الفلسطيني برمته، عبر التهجير، والتجويع، والتدمير، وكسر الإرادة.

في المقابل، أثبت شعبنا، خاصة في غزة، أن الكرامة لا تُقصف، وأن الإرادة لا تدفن تحت الركام. فالصمود الملحمي لأهلنا رغم المجازر، يعيدان تعريف فلسطين من جديد: فلسطين ليست فقط خارطة أو حدود، بل هوية تتجدد من تحت الأنقاض، ووعد لا ينكسر.

من هنا، فإن الجبهة العربية الفلسطينية ترى أن المرحلة الراهنة تتطلب:

وحدة وطنية شاملة على أساس برنامج وطني موحد، يضع كل إمكانات شعبنا في خدمة معركة التحرر الوطني، بعيداً عن منطق التجزئة أو المحاصصة أو الارتهان الإقليمي والدولي.


تكثيف العمل القانوني والدبلوماسي لمحاكمة الاحتلال وقادته أمام محكمة الجنايات الدولية، على ما ارتكبوه من جرائم حرب وإبادة وتهجير قسري.


دعم صمود أهلنا في غزة والضفة والداخل والشتات، بكل الوسائل الممكنة، باعتباره واجباً وطنياً عاجلاً، لا قضية إنسانية فقط.


استعادة قضية اللاجئين وحق العودة كجوهر لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفيتها تحت غطاء الإعمار أو “الحلول المؤقتة”.

إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن النكبة ليست ذكرى، بل اختبار يومي لكرامتنا، ومعيار لوحدتنا، ومحك لاستمرارنا كشعب. وفي وجه الإبادة، نرفع راية الثبات، وفي وجه النفي، نعيد كتابة الوجود.


فلسطين باقية… ما بقي بيننا طفل يحلم، وأم تنتظر، وأسير يصمد، وشعب لا ينكسر.

المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للاسرى

معا وسويا من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

شاهد أيضاً

عملية سلفيت

مقتل مستوطنة وإصابة آخر بعملية إطلاق نار غرب سلفيت

شفا – قُتلت مستوطنة وأُصيب مستوطن آخر بجروح خطيرة، مساء اليوم الأربعاء، إثر تعرض مركبتهما …