
شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات جريمة الاغتيال البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفي حسن أصليح، باستهداف مباشر من طائراته الحربية بينما كان يتلقى العلاج داخل مستشفى ناصر الطبي في خانيونس، في جريمة مزدوجة تستهدف الكلمة الحرة والمرفق الطبي، وتؤكد أن الاحتلال ماضٍ في حربه الشاملة على الوجود الفلسطيني بكل مكوناته.
إن استهداف الصحفيين، وهم شهود الحقيقة ومرآة العالم، بات سياسة ممنهجة تنتهجها دولة الاحتلال في عدوانها المستمر على شعبنا، في محاولة يائسة لطمس الجرائم ومنع نقل الصورة، وهي سياسة لم تبدأ اليوم، لكنها بلغت ذروة بشاعتها في هذه الحرب الإجرامية، حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحفيين 211 شهيداً، في أكبر مجزرة ترتكب بحق الصحافة المعاصرة.
إن الجريمة التي ارتُكبت بحق الشهيد أصليح وهو جريح داخل أحد آخر المرافق الطبية العاملة في جنوب قطاع غزة، تأتي في سياق الهجمة الشرسة المتصاعدة ضد مستشفى ناصر الطبي، الذي يتعرض لقصف ممنهج طال المرضى والطواقم الطبية، في جريمة إبادة جماعية واضحة المعالم والأدلة، ترتكب على مرأى العالم وأجهزته الحقوقية والإنسانية الصامتة.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، إذ ننعى الشهيد الصحفي حسن أصليح، نؤكد أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وأنها تشكل مادة دامغة لمحاسبة الاحتلال وقادته وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل.
كما ندعو كافة الاتحادات والنقابات الصحفية في العالم إلى أن تنهض بمسؤولياتها، وأن لا تسمح بتحويل الكاميرا إلى هدف عسكري، وأن تبقي صوت الشهيد حسن أصليح وزملائه يصدح في كل منبر، حتى يتحقق القصاص والعدالة.