
معاذ فؤاد أبو خضير ، العقل الرقمي الذي يُعيد تشكيل النجاح ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات
صوتٌ في مهبّ العاصفة
في زمنٍ أصبحت فيه المنصات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من هويتنا، وميداناً واسعاً لتبادل الأفكار وبناء الحضور، لم أكن أتخيّل أن سنواتٍ من الجهد يمكن أن تُهدَّد بقرارٍ تقنيٍّ مفاجئ. حساباتي، التي جمعتُ فيها آلاف المتابعين، واحتضنت مقالاتي، وأرشيفاً حافلاً من اللقاءات والذكريات، وجدتُها فجأة تحت رحمة خوارزميات لا تفسير واضح لها.
لم يكن الأمر مجرد إغلاق حساب، بل كان أشبه بإغلاق نافذةٍ على العالم. شعورٌ بالخذلان، بالعجز، كأنما يُسلب منك صوتك ووجودك في لحظةٍ خاطفة، دون سابق إنذار. كيف يمكن لضغطة زر أن تمحو جهد سنوات؟! كيف يتحوّل التعبير عن الذات إلى مخاطرة؟!
وسط هذه الدوامة، كان لا بدّ من ضوء، من عقلٍ يفهم هذا العالم الرقمي بلغته وأسراره، عقلٍ يستطيع أن يُعيد بناء ما تم تفكيكه. وكان ذلك العقل هو الأستاذ معاذ فؤاد أبو خضير، الاسم الذي بدأ يتردّد في أوساط كثيرة، لا بوصفه خبيراً تقنياً فحسب، بل بوصفه صاحب رؤية واحتراف نادر في فكّ طلاسم المنصات وإعادة تشكيل النجاح فيها.
فارس الظلّ الرقمي
حين تواصلت معه، لم أكن أتوقع تلك السرعة في التجاوب، ولا ذلك الهدوء الممزوج بالثقة التي لا تعرف التردد. “سأبذل كل ما في وسعي هكذا كانت كلماته الأولى، لكنها لم تكن وعدًا عابراً، بل إعلاناً لمعركةٍ من نوعٍ خاص، أدواتها ليست السيوف، بل الخبرة، التحليل، والتفكير المنهجي العميق.
ما قام به معاذ لم يكن مجرد عمل تقني؛ بل كان جهدًا دؤوباً، تَمثَّل في ساعاتٍ طويلة من المراجعة والتخطيط، وفهم آليات المنصة الرقمية بمنطقٍ استراتيجيٍّ دقيق. كان يتحرك بخفّة المحترف وذكاء المفكّر، يُجيد فنّ الموازنة بين القواعد الظاهرة والخوارزميات الخفيّة. خطوة تلو خطوة، حتى جاءني الخبر السعيد: الحساب عاد، وكل شيء أصبح في أمان.
في تلك اللحظة، شعرتُ أنني لم أستعد مجرد حساب، بل استعدتُ صوتي، ومكاني، وجهدي الذي رفض أن يُمحى.
أكثر من خبير..
ولم أكن الوحيدة. حين بدأتُ أستعرض شهادات الآخرين، اكتشفتُ أن معاذ ساعد العشرات من أصحاب المحتوى، والمؤثرين، وروّاد المنصات الرقمية، دون ضجيج، دون مقابل، ودون سعيٍ خلف الأضواء. إنه يُجيد ما يُمكن تسميته بـ”الاختراق العكسي”، لا من أجل إلحاق الأذى، بل لاستعادة الحقوق الرقمية، وإعادة التوازن داخل بيئة إلكترونية متقلبة.
لقد علّمني هذا الرجل أن النجاح الرقمي ليس ضربة حظ، بل علم، وفهمٌ عميقٌ لمتغيرات تتجدد كل لحظة. علّمني أن الحضور في العالم الافتراضي لا يعني فقط النشر والمتابعة، بل يعني الحماية، الحذر، واستباق الخطى.
إلى الأستاذ معاذ فؤاد أبو خضير، لا يسعني إلا أن أقول: لقد أعدت لي شيئاً أكبر من حسابٍ على منصة، أعدت لي الإيمان بأن في هذا العالم، حتى وإن كان افتراضياً، ثمة من يسيرون بنور المعرفة، ويُضيئون الطريق لغيرهم دون أن يطلبوا شيئاً في المقابل.
نجاحك لم يكن صُدفة، بل كان نتيجة عقلٍ لا يرضى إلا بالإتقان. ولأن النجاح ليس محطة، بل رحلة، فأنت أحد من يصنعون هذه الرحلة بصمت، بحب، وبكفاءةٍ قلّ نظيرها.
دمتَ عقلاً رقمياً يُعيد تشكيل النجاح حيثما حلّ.