1:08 صباحًا / 4 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

نخانيخ النظام،والاعلام الفاسد بقلم : د.سرحان سليمان

الإعلام في أوروبا وأمريكا، سواء المقروء أو المرئي، يمتع بكل الحرية، ويصل إلى أي معلومة يريد نشرها ،لان الدولة توفر له كل المعلومات، لإيمانها ان المعلومات حق لكل مواطن، لكن اذا اخطأ الإعلام في معلومة أو بعضا منها يعاقب، فاذا قامت قناة تليفزيونية، او جريدة، بنشر خبر كله أو بعضا منه كذبا، فيتم تطبيق القانون عليه، والمعاقبة، علاوة على معاقبة المواطنين، بمقاطعة الوسيلة الإعلامية،.. وما أريد الوصول اليه ان حرية الإعلام في الغرب، مقرونة بالمصداقية ،والعقاب أيضا.
إننا اذا كنا بصدد حرية الرأي والنشر، سواء إعلاما صحفياً أو مرئيا، فان هذا لابد ان يكون مقروناً بالأمانة والنزاهة والشفافية، والمصداقية، أما واذا تدخلت الأهواء ،فتنشر تلك الوسائل أخبارا كاذبة ،أو كما يريدها ناشريها، فانه لابد ان يكون هناك ضوابط، واننا أمام اختياران : إما إتاحة حرية الرأي والنشر فى وجود النزاهة والمصداقية ، وإما ان يكون هناك ضوابط عقابية مشددة لأى أخبار أو معلومات كاذبة ..لان الأمر يهم المجتمع والمواطن البسيط .
وتعريجا على ذلك فإنني ،وبكل أمانة، لا اجد إعلاما مرئيا مهنيا، يتصف ببعض ما يتصف به الإعلام الغربي( على فرضية انه الأكفأ )، إلا قناة 25 يناير، فأجدها تتجه نحو الإعلام الهادف والنظيف ،والصادق، والذى يتبنى رسالة ،لا نه لابد من ان يكون للوسيلة الإعلامية هدف ورسالة، أو انه يكون عارضاً للأخبار بصدقيتها،..،وهنا لو اتبعنا نفس أسلوب المواطن الغربي فى كيفية معاقبة الوسيلة الإعلامية الكاذبة بمقاطعتها، لتحرر إعلامنا بدرجة كبيرة من التقيد بأفكار ومنهج أصحاب وكتاب ذو رؤية معينة.
ومن ضمن المعلومات حتى يكتمل حديثي ان هناك قنوات مصرية تعانى بشدة من الحصول على الإعلانات بسبب مقاطعة المشاهدين، نتيجة لكذبها فى الأخبار، واتجاهها الظاهر فى تناول المواضيع، وببعض تلك القنوات تعتمد على الإنفاق المباشر من أصحابها ،ولا تغطى إعلاناتها تكاليف بثها، كذلك معظم الجرائد المصرية تعانى من نفس المشكلة،…وما أريد ان أقوله ان الإعلام الآن يتجه للتطهير، او بمعنى أدق (للمهنية)، تلقائياً ولن يتبقى على الخريطة المصرية بعد سنوات الا القنوات والجرائد التى تتمتع بمصداقية لدى القارئ والمشاهد .
فاذا كان نخنوخ، يمتع بأهمية كبرى لدى وسائل الإعلام المصرية، في استضافته من قبل القنوات ، واحاديث الجرائد، بل سعى بعض القنوات لجعل منه المظلوم، وانه كان بطلا في مساعدة الآخرين، قبل معرفة الحقيقة، وان كان بعضها قد ظهر، بإحالته للنيابة ،واتهامه  بحيازة أسلحة، ومخدرات ،وجرائم إرهاب للآخرين ،وترويع المواطنين ،والاشتراك في قضايا فساد ورشوة وبلطجة، وهى جرائم تكفى لنبذه، وان يتعامل معه الإعلام، على انه مجرم، فان ذلك يدل على الإعلام المصري الخاص ،يحتاج لتغيير طريقته في تناول الموضوعات والأحداث، بل ان نخنوخ قد سحب البساط الإعلامي من الرئيس في زيارته للصين، ومن متابعة المسؤولين في زياراتهم للمحافظات، وهذا يدل على نفس النهج السابق للإعلام المصري ،الذى كان كل اهتمامه بالفن والكرة، ولا يحاول ان يكون فاعلا ، باستضافته او نشر ،العلماء وما يفيد المجتمع.
ان نخنوخ صورة مصغرة صورة مصغرة توضح كيف كان النظام السابق يدير الدولة فى تسخير كل إمكاناتها، حتى البلطجية فى خدمة النظام، واتباعه، فلا استغراب من المدافعين عنه، فهؤلاء نخانيخ أيضا اشتركوا فى الفساد واستفادوا منه. فاذا كان النظام نفسه يمارس البلطجة. فماذا كان يمارس البلطجية ؟
د.سرحان سليمان
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى

شاهد أيضاً

القيادة في خضم التحديات؛ ماجد فرج و حسين الشيخ بين الأمن والسياسة ، بقلم : محمود جودت محمود قبها

القيادة في خضم التحديات؛ ماجد فرج و حسين الشيخ بين الأمن والسياسة ، بقلم : محمود جودت محمود قبها

القيادة في خضم التحديات؛ ماجد فرج و حسين الشيخ بين الأمن والسياسة ، بقلم : …