8:53 صباحًا / 16 أبريل، 2024
آخر الاخبار

الاخوان يكممون الافواه بقلم : عادل عبد الرحمن

حركة حماس، فرع الاخوان المسلمين في فلسطين منذ انقلابها الاسود على الشرعية الوطنية في حزيران يونيو 2007، وهي تكمم الافواه والحريات، وتفرض القيود على العباد والقوى السياسية واتباع الديانة المسيحية، وتقوم بحملات قهر على المسيحيين لتغيير ديانتهم. وآخر جرائم حماس لتكميم الافواه، كانت ضد الزميل يحيى رباح قبل يومين، حيث قام اثنان من قتلة ميليشيات حماس بالاعتداء عليه في مطعم البادية، وتركوا اثار الجريمة الدالة على هويتهم عصا رسمية تابعة لقوات القهر، وحاولت ابواق حركة الانقلاب ‘التبرؤ ‘ من الجريمة ضد القيادي الفتحاوي وصاحب العمود اليومي في جريدة الحياة الجديدة، بهدف خلق فتنة بين تيارات حركة فتح، غير ان آثار الجريمة (العصا) التي سقطت من احدهم اثناء الهروب، دلت على المجرمين وهويتهم.

وفي مصر تشن جماعة الاخوان المسلمين بقيادة المرشد العام محمد بديع حملة غير مسبوقة على الاعلام والاعلاميين ومنابره المرئية والمسموعة والمقروؤة بهدف تكميم افواه المنابر والوسائل والاعلاميين عموما، فصر الدكتور محمد بديع قائلا: ان الاعلاميين، هم بمثابة سحرة فرعون. الذين جمعهم لسحر اعين الناس وارهابهم من دعوة موسى، عليه السلام. وان الشيطان الذي اوحى للسحرة، هو، الذي يوحي للاعلاميين الان، بان يصوروا للشعب بأن الاخوان هم بديل ‘الحزب الوطني’ (حزب مبارك المنحل) وهم من سيدمر البلاد.

وكان المرشد السابق مهدي عاكف قد صرح قائلا : ان الشعب المصري ‘بالشعب الاهبل الذي يقوده الاعلام’. ولم تتوقف الحملة على الاعلام عند حدود فتاوي المرشدان السابق والحالي ضد الاعلام والاعلاميين وتشبيههم بابشع الاوصاف، بل ان المرشد الحالي بديع قام موكله القانوني وفي نفس اليوم واللحظة مع مكتب الرئاسة المصرية برفع دعوى قضائية على الاعلام والاعلاميين وخاصة على صحيفة روز اليوسف، التي نشرت على صدر صفحاتها اقوال المرشد لاسماعيل هنية، القائد الحمساوي الذي زار مصر الاسبوع الماضي: انه يتمنى ان يكون (هنية) رئيس وزراء مصر، وان يحصل اعضاء حماس على الجنسية المصرية، بالاضافة لتقديم الدعم المالي والعسكري …الخ

الاخوان المسلمون في العالم العربي عموما ومصر وفلسطين وتونس ضاقوا ذرعا بالانتقادات الموجهة لهم على الفضائح، التي يرتكبونها صباح مساء منذ ان تقلدوا مناصب رسمية في البلدان الثلاثة إن كان بالانتخابات او بالانقلاب الاسود. الحملة الاخوانية المسعورة في مصر وفلسطين تكشفن ان الاخوان لا يقبلوا الرأي الآخر، ولا يريدوا سماع اي رأي آخر. وبالتالي لا يقبلوا اي شراكة سياسية او غير سياسية، حتى لو اعلنوا غير ذلك. لان الاعلان عن ‘رغبتهم باشراكة’ هو اعلان شكلي لا يهدف سوى تضليل القوى السياسية وعامة االناس واتباع الديانات الاخرى، كمقدمة للانقضاض على الحكم بشكل كلي ومطلق. وليتفذوا الاتفاقات التي ابرموها مع اميركا وضمنيا مع اسرائيل، ودفع البلاد نحو هاوية التشرذم والتفتت.

والانكى مما تقدم، تمثل في تواطؤ الرئاسة المصرية مع حملة الاخوان المسلمين، حيث رفع المستشار القانوني للرئاسة كما اشير آنفا في نفس اليوم واللحظة دعوى على الاعلاميين، الامر الذي اماط اللثام مجددا عن تبعية الرئيس مرسي لمكتب المرشد العام، وعدم تمكنه من خلع جلباب الجماعة، والاهم انه كشف عن ضيق افق غير عادي برفعه الدعوى على الاعلام.

كان الاجدر بالرئاسة المصرية ان تكون الاوسع صدرا، والاقدر على امتصاص مواقف الاعلاميين ووسائل الاعلام المختلفة، والسعي لترشيد السياسات الاعلامية. لكنه ‘مرسي’ ليس اهلا للعب دور الرئيس الجامع للكل الوطني المصري، بل هو امام مسجد تابع لمكتب الارشاد الاخواني، يديره ويملي عليه المواقف خيرت الشاطر وعصام العريان ومحمود غزلان والمستشار القانوني لجماعة الاخوان.

حملة الاخوان المسلمون تدلل في فلسطين ومصر واقوال المرشدان السابق والحالي، وتمنيات محمد بديع لان يكون امام المسجد الابيض بمخيم الشاطىء اسماعيل هنية رئيس وزراء لمصر وحماس، يكشف مجددا الافلاس العميق لسياسة الاخوان. وتؤكد انهم ليسوا اهلا للحكم، ولا اهل للقيادة ولا للشراكة السياسية، التي يرفضونها اصلا، الامر الذي يفرض على الوطنيين والقوميين وكل القوى التي تدعي بالتزامها خيار الديمقراطية العمل على فضح وتعرية جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين ومصر وتونس وسوريا والاردن واليمن والصومال والعراق وحيثما كان، لانها جماعة فاشية ولا تمت للوطنية والقومية بصلة.

شاهد أيضاً

شهيدان برصاص مستوطنين في خربة الطويل جنوب نابلس

شفا – استشهد مواطنان، مساء اليوم الإثنين، متأثرين بإصابتهما برصاص مستوطنين في خربة الطويل شرق …