7:53 مساءً / 28 مارس، 2024
آخر الاخبار

جبهة أوروبية ضد أردوغان بقلم : د. أيمن سمير

جبهة أوروبية ضد أردوغان بقلم : د. أيمن سمير

يجمتع قادة 7 دول أوربية تطل على البحر الأبيض المتوسط خلال شهر أغسطس القادم بدعوى من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهناك بند واحد على جدول القمة وهو الوقوف معًا، وصفًا واحدًا أمام السلوك التركي في شرق المتوسط، وجاءت هذه الدعوة بعد أيام من إتهام ماكرون لأردوغان بالغطرسة والعدائية ونقل الإرهابيين من شمال سوريا إلى ليبيا، فهل تستطيع هذه المجموعة التي تضم قبرص واليونان ومالطا وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال، الوقوف في وجه أردوغان؟ وماذا عن الدول الأوروبية الأخرى وخاصة ألمانيا من هذه العدوانية التركية المتزايدة؟

إستراتيجية واحدة
الذي يجمع كل هذه الدول التي دعاها الرئيس ماكرون للاجتماع هو أن مصالحها في البحر المتوسط على المحك، كما أن تركيا تتحرش بالجميع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فقبرص واليونان ترفضان سعى تركيا لاستكشاف النفط والغاز في المياه الإقتصادية الخالصة لهما، كما أن إيطاليا رفضت إتفاقية السراج – أردوغان الخاصة بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لأن هذه الإتفاقية، التي رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش إعتمادها في الأمم المتحدة، تعني تحكم تركيا في خطوط نقل الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا عبر الأراضي الإيطالية، وهو ما لا يمكن لإيطاليا أن تقبل به أو تتسامح معه، أما دولة مثل مالطا التي تقع قبالة السواحل الليبية مباشرة فإن عدم الإستقرار في ليبيا يؤثر سلبًا على أمنها وأنها الدولة الأوروبية التي تدفع ثمن عدم الإستقرار في ليبيا، لكن أكثر المشروعات التي سيطرحها الرئيس الفرنسي في هذا المؤتمر هو وضع “إستراتيجية أوروبية موحدة” للتعامل مع تركيا، وترتكز هذه الاستراتيجية على أن هذه الدول الأوروبية السبعة معنية أكثر من غيرها في الإتحاد الأوروبي بمواجهة السلوك التركي، وأن حدود عمل هذه الإستراتيجية تبدأ من فرض العقوبات وحتى التنسيق العسكري لمواجهة السفن التركية في البحر المتوسط، فالدولة الفرنسية أدركت بعد الإحتكاك الذي حدث بين السفن التركية والفرنسية في البحر المتوسط دون عقاب واضح من حلف الناتو الذي تنتمي إليه تركيا أيضًا، أدركت أن الناتو “مات إكلينيكيًا” كما قال الرئيس ماكرون، وأن الدول الأوروبية وخاصة المطلة على البحر المتوسط عليها تنسيق عملياتها العسكرية والبحرية للوقوف أمام السلوك التركي المزعزع للإستقرار، وأن السيطرة الأوروبية على “حوض البحر المتوسط” ستجنب الأوروبيين الإبتزاز التركي، سواء في قضايا الهجرة غير الشرعية أو بلطجة أردوغان في المياه الإقتصادية لدول شرق المتوسط، وتتبنى فرنسا ومعها قبرص واليونان “مقاربة أوربية” جديدة تقوم على أن “التردد الأوروبي” و”المواقف الرمادية” ستجعل المصالح الأوروبية رهنًا بيد أردوغان، ولذلك حركت اليونان “ثلث” بحريتها نحو بحر إيجة إستعدادًا لمحاولة تركيا التنقيب في المياه اليونانية في الخريف القادم، كما أن إيطاليا التي تستضيف مقر “آلية إريني” لمراقبة حظر توريد السلاح لليبيا أبدت إستعدادها لمرحلة جديدة من رقابة السواحل الليبية بمد “إريني” بالعديد من السفن وطائرات المراقبة.

الاستدارة الألمانية
يرجع البعض التباطؤ الأوروبي في الوقوف أمام نازية وفاشية أردوغان إلى عدم تحمس المستشارة الألمانية للصدام بين برلين وأنقرة في ظل الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا، والارتباط الاقتصادي الهائل بين تركيا وألمانيا، لكن الأيام القليلة الماضية كشفت عن إستعداد ألماني لدعم باقي الدول الأوروبية للوقوف أمام تركيا، وتجلى هذا في الدعم الألماني للمقترحات الأوروبية في فرض عقوبات على تركيا، منها وقف التصنيع المدني المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا، ووقف المساعدات المالية الأوروبية لتركيا باعتبار أنقرة ضمن الدول المرشحة للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تعليق إتفاقية النقل الجوي، ووقف كل صفقات بيع السلاح الأوروبي إلى تركيا، لكن ربما أكثر الأسباب التي تدفع ألمانيا ومعها هولندا ودول الشمال الأوروبي لدعم “جبهة أوروبية موحدة” ضد تركيا هو حاجة الدول الأوروبية لغاز شرق المتوسط للإبقاء على معدلات النمو والرخاء الأوروبية في ظل رفض الولايات المتحدة شراء أوروبا الغاز الروسي، ناهيك عن الإضرار التركي بالأمن القومي الأوروبي عامة والألماني خاصة من خلال “الخلايا العثمانية” التي نشرها أردوغان لتحفيز كل الإرهابيين للقيام بعمليات تضر بالأمن القومي الأوروبي.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يصدر قرارا بقانون بمنح الثقة للحكومة التاسعة عشرة ومرسوما بشأن اعتماد تشكيلتها برئاسة د. محمد مصطفى

شفا – قدم رئيس الوزراء المكلف محمد مصطفى برنامج عمل الحكومة وقائمة التشكيل المقترحة إلى …