شفا – قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل نشاطاتها الاستيطانية بأكثر من منطقة في الضفة الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وأنها عززت من نصب أجهزة وكاميرات المراقبة بالضفة.
وأوضح المكتب، في تقريره الأسبوعي الصادر اليوم السبت، أن ما تسمى “لجنة التخطيط والبناء المحلية الإسرائيلية” في القدس المحتلة، وافقت مؤخرًا على خطتي بناء 641 وحدة استيطانية في المدينة، وتشمل الخطة بناء مبنيين سكنيين، بالإضافة إلى مبنى صناعي ومراكز رعاية صحية وكنيس يهودي.
وكانت سلطات الاحتلال، أقرت في سياق حمى الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها في أيلول المقبل المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، في سياق جذب المزيد من الناخبين القاطنين في المستوطنات، والداعمين للبناء الاستيطاني.
وأضاف التقرير، أن مخاوف حقيقية تسود أوساط الرأي العام الفلسطيني من احتمالات تواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع حزب “الليكود” وزعيمه بنيامين نتنياهو من خلال تقديم هدايا مجانية على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، لمساعدة “الليكود” ونتنياهو على تحقيق فوز في انتخابات الكنيست المقبلة.
وبيّن التقرير، أن هذه المخاوف تتمحور حول احتمال أن تكرر إدارة ترمب هداياها المجانية “لليكود” ونتنياهو كما فعلت قبل الانتخابات الأخيرة للكنيست في أبريل/نيسان الماضي، عندما اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال، وقررت نقل السفارة للقدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وذلك بالحصول على دعم أمريكي علني لفكرة فرض السيادة الإسرائيلية على التجمعات الاستيطانية في الضفة قبيل انتخابات الكنيست القادمة.
وأشار التقرير، إلى أن نتنياهو يراهن على خطوة كهذه من البيت الأبيض، خاصة أنه لا يستطيع حاليًا تمرير قرار بسط السيادة الإسرائيلية على التجمعات الاستيطانية في الضفة، لأن حكومته تعتبر حكومة انتقالية إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات.
وذكر أن نتنياهو يراهن على إعلان من الرئيس الأمريكي بهذا الشأن، مما سيمكنه من التعهد للناخبين ببسط السيادة في حال إعادة انتخابه.
يذكر أن جهات أمريكية، ألمحت خلال الأسابيع الأخيرة إلى احتمال اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على هذه التجمعات الاستيطانية، إذ قال السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان، إن” الولايات المتحدة تتفهم رغبة إسرائيل الاحتفاظ بأجزاء من الضفة”، كما أيد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات هذه الأقوال.
وعلى صعيد آخر، أكد المكتب الوطني في تقريره أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تحاول تحقيق الفائدة القصوى من أجهزة الرصد والمراقبة التي نصبتها خلال السنوات الأخيرة في مختلف أرجاء الضفة الغربية، والتي تزود الاحتلال بمعلومات ذات قيمة كبيرة في التحقيق في تعقب الفلسطينيين.
وأوضح، أن الحديث يدور حول كاميرات مكشوفة وأخرى مخفية على محاور الطرق الرئيسة والفرعية، بالإضافة إلى مناطق أخرى، والتي تجمع المعلومات وتسجل على مدار الـ٢٤ ساعة في اليوم، ويتم إرسال المعلومات والصور والمواد الموصولة بشبكة واحدة إلى غرفة عمليات مشتركة تضم عناصر من الجيش و”الشاباك”، لتحليلها وإعادة معالجتها.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال عزز من أجهزة الرقابة التي ينشرها في الشوارع الالتفافية بالضفة، بما في ذلك الشوارع الفرعية التي يستخدمها المستوطنون والجيش في تنقلاتهم بين مستوطنات ومعسكرات الضفة.
كما عزز من نشرها على مفارق الطرق والجسور ومداخل المستوطنات ومحطات تعبئة الوقود الإسرائيلية، إضافة إلى محطات الباصات والحافلات العمومية وحواجز الاحتلال الدائمة الموجودة على مداخل المدن الرئيسة، وتم تثبيت مئات كاميرات المراقبة.
وفي السياق، تنشر شركة تقنيّات إسرائيليّة يطلق عليها “أنيفيجين” بالتعاون مع جيش الاحتلال كاميرات مراقبة يمكنها تحديد الأوجه في الضفة، والشركة مقرّها في بلفسات الإيرلنديّة، وتعتبر “أكبر الشركات البيومتريّة العاملة في إسرائيل”، فضلًا عن أنها تعمل في 43 دولةً.
وتعتبر الشركة ضالعة في مشروعين لتوطيد الحكم العسكريّ في الضفّة الغربيّة، الأول هو تركيب كاميرات رصد يمكنها تحديد الأوجه في الحواجز والمعابر التي يمرّ منها يوميًا آلاف الفلسطينيين، بذريعة أن هذه الكاميرات يمكنها رصد أصحاب تصاريح العمل، ما سيؤدي إلى سرعة في اجتيازهم الحواجز.
أما المشروع الثاني فهو سريّ للغاية، ويشمل رصدًا للوجوه خارج الحواجز، استنادًا إلى شبكة كاميرات في عمق الضفة، وتدّعي الشركة أن كاميراتها دقيقة بنسبة ٩٩.٠٪.
وبحسب تقرير المكتب الوطني، فقد تفاقمت في الأيام والأسابيع الأخيرة انتهاكات المستوطنين وممارساتهم الارهابية ضد المواطنين وممتلكاتهم، وبدأت تظهر من جديد وبشكل لافت نشاطات معادية تقوم بها منظمات “تدفيع الثمن” الإرهابية.
وأوضح، أن المستوطنين ارتكبوا خلال الأسبوع الماضي في محافظات شمال الضفة أكثر من 30 اعتداءً ضد المواطنين وممتلكاتهم تركزت معظمها في الأيام الأربعة الأولى من عيد الأضحى المبارك.
ففي محافظة نابلس، أشعل مستوطنون من مستوطنة “حومش” المخلاة منذ العام 2005، النار بالمنطقة الشرقية من برقة، ومنعوا الأهالي وطواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة وإخماد الحريق، عبر إطلاق الرصاص عليهم.
كما خطت عصابات “تدفيع الثمن” اليهودية العنصرية شعارات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين على جدران المنازل وبعض البوابات في قرية يتما جنوب نابلس، وقاموا بتخريب إطارات بعض السيارات الفلسطينية في القرية.
وفي محافظة سلفيت، اعتدت مجموعات من المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم في قرية الزاوية، وخطت شعارات عنصرية على عدة منازل ومركبات وكلمات معادية للفلسطينيين على جدران عدد من المنازل والمركبات.
وأفاد المكتب الوطني، بأن الأسبوع الماضي شهد موجة تصعيد خطيرة في اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الاقصى المبارك عشية احتفال الشعب الفلسطيني بعيد الأضحى، حيث اقتحموا عدة أحياء في المدينة ورددوا شعارات عنصرية في ذكرى ما يسمي “خراب الهيكل” المزعوم.