شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
شفا- د. يمينة باغور – نظّمت أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي برئاسة البروفيسور بسناسي سعاد (جامعة وهران 1) وعضو المجلس الأعلى للغة العربية مساء الإثنين 29 ديسمبر ندوة علمية فكرية بعنوان احتفالات يناير ووحدة الأمة كرهان اجتماعي تحت إشراف وحدة الأسرة والتعليم والتغيَر الاجتماعي برئاسة د. موسى اسماعيل شماخي (جامعة مستغانم).
خصصت الندوة لموضوع رأس السنة الأمازيغية (يناير) حيث تناولت أصوله التاريخية ودلالاته الثقافية والاجتماعية في إطار مقاربة معرفية تسعى إلى تعزيز الوعي بالتراث الوطني وترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح.
وقد نشّط الندوة الأستاذ عبد الحفيظ بولزرق أستاذ بجامعة قسنطينة 2 من خلال مداخلة أكاديمية متميزة، عالج فيها نشأة الاحتفال بيناير مستعرضًا الخلفيات التاريخية المرتبطة به ومبرزًا أبعاده الرمزية في الذاكرة الجماعية للمجتمعات الأمازيغية عبر شمال إفريقيا. كما توقّف عند التحولات التي عرفتها هذه المناسبة عبر الزمن وانتقالها من سياقها الفلاحي والطقوسي إلى فضاء أوسع ذي أبعاد هوياتية وثقافية معاصرة.
وسلّط المحاضر الضوء على البعد الثقافي والاجتماعي ليَناير باعتباره تعبيرًا عن العلاقة العميقة بين الإنسان والأرض، وعن منظومة من القيم المرتبطة بالخصب والتجدد والتضامن الأسري، مبرزًا في الوقت ذاته أهمية قراءة هذه الممارسات ضمن سياقها التاريخي والأنثروبولوجي بعيدًا عن التوظيف الإيديولوجي أو الاختزال الرمزي.
وقد اتسمت المداخلة بطرح أكاديمي متوازن دعا إلى الوعي النقدي بالتراث، وإلى ضرورة التمييز بين البعد الثقافي والبعد الأسطوري في التعامل مع المناسبات التراثية مع التأكيد على أن الاحتفاء بيناير يشكّل فرصة لتعزيز التعدد الثقافي والانتماء الوطني المشترك.
وعرفت الندوة التي دامت حوالي ساعتين نقاشًا تفاعليًا ثريًا شارك فيه الحضور بأسئلة ومداخلات عكست اهتمامًا متزايدًا بقضايا الهوية والذاكرة الجماعية ودور التراث اللامادي في بناء التماسك الاجتماعي.
وفي ختام اللقاء، عبّرت أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي من خلال شخص رئيستها عن شكرها وتقديرها للأستاذ عبد الحفيظ بولزرق على هذه الإضافة العلمية القيّمة، مؤكدة مواصلة تنظيم مثل هذه الندوات التي تسهم في تثمين التراث الثقافي الوطني وفتح آفاق للنقاش العلمي الرصين حول قضاياه.
