
لحنُ الضّاد ، بقلم : غدير حميدان الزبون
لُغَةٌ إِذا نَطَقَ الزَّمانُ بِصَوتِها
خَشَعَ البَيانُ وَلانَ كلُّ فؤادِ
فِيها انثِناءُ النُّورِ حِينَ تَشَكَّلَتْ
وَبِها استَقامَ الفِكرُ بَعدَ عِنادِ
هِيَ مِنبَرُ الأَحلامِ حينَ تفيضُها
وَسَنابِلُ المَعنى بِغَيرِ حَصادِ
فِيها الكِتابُ تَجَلَّى نبضُ مدادِه
وحيًا يُنيرُ الدرب بعد سوادِ
وَبِها الهُوِيَّةُ لَم تَزَل تروي الهوى
رَغمَ الرِّياحِ وَقَسْوَةِ الإِبعادِ
إِنْ قِيلَ شِعرٌ، أَشرَقَتْ أَنفاسُهُ
وَتَسَرَّبَ الإِحساسُ فِي الأَوتادِ
يا ضادُ، يا وَطَنَ الحُروفِ وَمَجدَها
يا مَوطِنَ الإِبداعِ وَالإِمدادِ
ما ضِعتِ يَومًا، إِنَّما الأَيّامُ قَد
ضَلَّتْ، وَعادَتْ تَستَفيقُ بِضادِ
يا ضادُ، يا نَفَسَ الخُلُودِ إِذا سَرى
فِي الحَرفِ أَيقَظَ أُمَّةَ الأَجدادِ
يا قِصَّةَ التّاريخِ حينَ تَكَلَّمَتْ
وَتَوَشَّحَتْ بِالعِلمِ بعد رمادِ
فِي حَرفِكِ الأَرضُ استَعادتْ نَبضَها
وَتَفَتَّحَت بالزّهر والكُبّادِ
أَنتِ المَجازُ إِذا تَسامَى فِكرُنا
والحقُّ والإجهارُ فِي الإنشاد
ما كانَ شِعرٌ قَبلَكِ إِلّا صَدًى
حَتّى أَتَيتِ بِمَنبَعِ الإِمدادِ
ما كانَ فِكرُ الغربِ إِلّا حيرَةً
حَتّى استَنارَ بِوَحيِكِ الوَقّادِ
أَنتِ الَّتي صاغَتْ ضَميرَ حضارَةٍ
وَبَنَتْ جُسورَ العِلمِ وَالأَمجادِ
فَإِذا تَهاوَتْ فِي الزَّمانِ لُغاتُهُم
بَقِيَتْ ضِياءَ الحُلمِ وَالإِسنادِ
يا ضادُ، يا عَهْدَ النُّبوغِ وَمَوئِلًا
لِلصَّادِقِينَ وَمَشرَعَ الإِرْصادِ
فِي حَرفِكِ امْتَزَجَ السَّمَاوِيُّ الَّذِي
أَحْيَا القُلُوبَ وَزَاحَ كُلَّ سَوَادِ
أَنْتِ الشَّهَادَةُ إِذْ تَجَلَّى نُورُهَا
وَتَطَهَّرَ التَّارِيخُ مِنْ إِلْحَادِ
بِكِ قَامَ عِلْمُ النَّحْوِ يَحْمِلُ حَقَّهُ
وَسَمَا البَيَانُ وَفَاقَ كُلَّ بِلادِ
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .