
شفا – أصدر اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني بمناسبة ختام حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة بياناً جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني
بمناسبة ختام حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة
حين يكون العنف سياسة… تكون المرأة فلسطين
نسدل اليوم، ظاهرياً، ستار حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، لكننا في فلسطين لا نغلق ملفاً اسمه العنف، لأن العنف هنا ليس حدثاً عابراً ولا سلوكاً منفلتاً، بل منظومة متكاملة تدار بوعي سياسي واستعماري، وتمارس يومياً كجزء عضوي من بنية الاحتلال، وتصب في جسد المرأة الفلسطينية بوصفه الساحة الأكثر هشاشة والأكثر صلابة في آن.
ستة عشر يوماً تكفي في العالم لفتح النقاش حول العنف، لكنها لا تكفي في فلسطين لعد أسماء النساء اللواتي اغتيلت أحلامهن تحت الأنقاض، ولا لإحصاء الأمهات اللواتي انتظرن أبناءهن على أبواب المقابر، ولا لسماع شهادات الأسيرات اللاتي خرجن من الزنازين يحملن في أجسادهن آثار القهر، وفي أرواحهن ما لا يرى ولا يروى.
المرأة الفلسطينية لا تواجه عنفاً واحداً، بل طبقات متراكبة من العنف:
عنف الاحتلال الذي يصادر جسدها وبيتها وطفلها وسماءها،
وعنف الحصار الذي يحوّل تفاصيل الحياة إلى معركة بقاء،
وعنف الصمت الدولي الذي يمنح الجريمة شرعية الاستمرار،
وعنف البُنى المختلة التي تتسلل أحياناً إلى مجتمعٍ أنهكه الاحتلال.
ومع ذلك، لم تكن المرأة الفلسطينية يوماً مجرد ضحية.
كانت دائماً سردية مضادة للهزيمة، وضميراً يقظًا للحق، وذاكرةً تمشي على قدمين، ويداً تبني فيما العالم يهدم. من تحت الركام، وداخل المخيمات، وفي طوابير الماء والخبز، وفي زنازين الأسر، وفي مخيمات النزوح القهرية والقسرية، كتبت المرأة الفلسطينية تعريفاً جديداً للكرامة: أن تعيشي وأنتِ مستهدفة، وأن تنقذي الحياة في قلب الموت.
إننا في اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني، ونحن نختتم هذه الحملة، نؤكد أن مناهضة العنف ضد المرأة في فلسطين لا تنفصل عن معركة الحرية، ولا تختصر في برامج توعوية معزولة عن سياق الاستعمار. فالعنف الذي نواجهه ليس فقط عنف أفراد، بل عنف منظومة احتلال، وعنف عالم يفاوض على دم النساء، ويقايض العدالة بالمصالح.
وعليه، فإننا نعلن بوضوح:
- أن انهاء الاحتلال شرط لازم لتحرير المرأة من أعنف أشكال القهر.
- أن صمت المجتمع الدولي شراكة فعلية في الجريمة لا حياداً عنها.
- أن تمكين المرأة الفلسطينية لا يكون بالشعارات، بل بتمكينها من أرضها، وقرارها، وحمايتها، ومشاركتها الكاملة في صياغة المشروع الوطني.
- أن معركتنا ضد العنف هي معركة وجود، لا حملة موسمية.
نختتم الحملة، لكننا لا نختتم الألم، ولا النضال، ولا المسؤولية. نختتمها ونحن نعلم أن نساء فلسطين لا يحتجن إلى 16 يومًا ليثبتن استحقاقهن للحياة، بل يحتجن إلى عالم يعترف أن العدالة المؤجلة عن امرأة واحدة هي عنف ضد الإنسانية كلها.
المجد لنساء فلسطين… شهيدات، وأسيرات، وصامدات، وحارسات المعنى الأخير للوطن.
اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .