رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى انفتاح متبادل أكبر بين الأسواق

شفا – دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى انفتاح متبادل أكبر بين الأسواق، وتجنب تسييس مفهوم الأمن والإفراط في استخدامه في القضايا الاقتصادية والتجارية.

أدلى لي بهذه التصريحات اليوم الثلاثاء خلال عقده حوار “1+10” مع رؤساء منظمات اقتصادية دولية كبرى، في بكين.

كما دعا الدول إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الابتكار، والعمل معا على تنمية وتوسيع محركات نمو جديدة.

حضر الحوار رؤساء منظمات اقتصادية دولية كبرى، وهم ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد، وأجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، وكريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، ونجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، وريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وجيلبرت إف هونغبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، وبابلو هيرنانديز دي كوس، المدير العام لبنك التسويات الدولية، وأندرو بيلي، رئيس مجلس الاستقرار المالي، وجين لي تشيون رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وفرانتيشيك روزيتشكا، نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

في سبتمبر، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحوكمة العالمية، مقدما الحكمة الصينية وحلا صينيا للمجتمع الدولي للتصدي المشترك للتغيرات العالمية والتحديات الملحة، وفقا لما قال لي.

يهدف الحوار الذي يعقد تحت عنوان “العمل معا بشأن الحوكمة العالمية من أجل تحقيق التنمية المشتركة”، إلى بناء توافق أكبر وتشجيع جميع الأطراف على اتخاذ إجراءات منسّقة وقوية من أجل إرساء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا وتعزيز التنمية المشتركة، وفقا لما قال.

وأكد لي أن الاقتصاد العالمي شهد رحلة مضطربة ومتقلبة في عام 2025، حيث تقدم بصعوبة في مواجهة الرياح المعاكسة، مضيفا أنه مع ظهور أوضاع وتطورات جديدة، تبرز حاجة ملحة لإصلاح وتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية، وحماية النظام الاقتصادي والتجاري الدولي.

وقال إن الانفتاح والتعاون أساس لحل هذه المشكلات، ووسيلة مهمة لتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية، مشيرا إلى أنه من خلال التعاون المنفتح فقط، يمكن للدول خلق مساحة أكبر للنمو، والحفاظ على استقرار وانسيابية سلاسل الصناعة والإمداد، وتسريع التحديث التكنولوجي والصناعي.

وأكد لي أن الصين لطالما مارست الانفتاح والتعاون وعززتهما، وقال إن الاقتصاد الصيني واصل مسيرته للأمام في خضم الضغوط وحقق إنجازات جديدة هذا العام، مضيفا أن بلاده واثقة وقادرة على تحقيق أهداف ومهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا العام.

وذكر أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ناقشت واعتمدت توصيات صياغة الخطة الخمسية الـ15، التي حددت خطة تنمية الصين على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقال رئيس مجلس الدولة إن الاقتصاد الصيني سيحافظ على زخمه القوي والإيجابي، مع وصول حجمه الاقتصادي الإجمالي إلى آفاق جديدة، وخلق تحديثه الصناعي لمساحة جديدة للتنمية، وإطلاق سوقه الضخمة للطلب بشكل متسارع.

وأضاف أن الصين ستواصل فتح أبوابها على نطاق أوسع للعالم الخارجي، وترحب بمزيد من الشركات الأجنبية لاستكشاف السوق الصينية.

وأعرب لي عن استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف لتعزيز المشهد الاقتصادي والتجاري الدولي المربح للجميع، وتعزيز التطوير المتعمق للعولمة الاقتصادية، وتعزيز سلطة وفعالية الآليات متعددة الأطراف، وحشد قوة جماعية أكبر لتدعيم التنمية المشتركة.

وأضاف أن الصين ستواصل بنشاط الاضطلاع بالتزاماتها الدولية بما يتناسب مع قدراتها، وستشارك بشكل بناء في التبادلات والتعاون على المستوى الدولي، وستوفر المزيد من المنافع العامة، وستسهم بشكل أكبر في تعزيز التنمية المستقرة والصحية للاقتصاد العالمي.

وقال رؤساء المنظمات الاقتصادية الدولية الكبرى إن اقتصاد الصين حافظ على نمو مطرد وقوي على مدار العام، ما قدم إسهامات كبيرة في النمو الاقتصادي العالمي.

وقالوا إن الخطة الخمسية الـ15 للصين تتواءم بشكل جيد مع نمو الاقتصاد الدولي والتجارة الدولية، وستضخ ثقة وزخما جديدا في التنمية العالمية.

وأضافوا أن الصين تدعم بحزم التعددية وتنمية الجنوب العالمي، وتلتزم بتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، مقدمة نموذجا يُحتذى به للعالم.

وأعرب رؤساء المنظمات الدولية عن استعدادهم لتعزيز التواصل والتعاون مع الصين في مجالات مثل التجارة والاستثمار، والتنمية الخضراء، والذكاء الاصطناعي، وسبل العيش والتوظيف، والاستقرار المالي، والتنمية المستدامة، والعمل مع الصين للتمسك بالتعددية ونظام التجارة الحرة، بغية تعزيز النمو الاقتصادي العالمي.