شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
شفا – شينخوا – روى الشاب السعودي أحمد العنزي، من منطقة حائل، تفاصيل عملية إنقاذ مهندسين صينيين احتجزتهما السيول يوم الأحد الماضي في محافظة حائل، مؤكدا أن ما قام به برفقة زميليه كان عملاً عفوياً وفطرياً، وأن الواجب الإنساني هو ما دفعهم للتحرك دون تردد.
وقال العنزي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه كان برفقة صديقيه حمود العنزي ومبارك الجعفري في طريقهم عبر أحد الأودية القريبة عندما صادفوا سيولاً قوية وسط ظلام دامس، قبل أن يلمحوا مركبة جرفتها المياه نحو منحدر الطريق.
وأضاف “لحظتها لم نفكر كثيرا.. الماء يتزايد في قوته، ويكاد يجرف السيارة بعيدا، وكنا لا بد أن نتدخل سريعا”.
وأوضح العنزي أن الشباب الثلاثة اندفعوا بسيارتهم باتجاه المركبة، حيث حاول حمود العنزي استخدام إطارات السيارة كحاجز لتخفيف ضغط المياه، فيما تولى أحمد الاقتراب من المركبة والوصول إلى الركاب.
وتابع “كانت لحظة فتح باب السيارة الأصعب، فقد كان الراكبان في حالة خوف شديد والماء يضرب بقوة، وبدأت بإخراجهما واحداً تلو الآخر، واستغرقت العملية دقيقة واحدة فقط، لكنها بدت طويلة بسبب خطر الموقف”.
وأشار العنزي إلى أنه بعد مغادرتهم الموقع بدقائق، انهار المكان الذي كانوا يقفون عليه واندفعت المركبة التي كان يستقلاها المهندسان الصينيان نحو الوادي. وأضاف “لو تأخرنا قليلاً لتعرضنا جميعاً للخطر”.
وبعد انتهاء عملية الإنقاذ، حرص الشباب على طمأنة المهندسين الصينيين والانتظار معهما حتى وصلت إدارة شركتهما لنقلهما بأمان إلى منازلهما.
وأعرب العنزي عن شكره للجانب الصيني على الاهتمام الكبير الذي أبداه تجاههم بعد انتشار فيديو عملية الإنقاذ، مشيراً إلى أن السفير الصيني في السعودية تواصل معهم ووجّه دعوة خاصة لتكريمهم، شملت شهادة شكر وتقدير وهدايا وأجهزة من منتجات شركة هواوي الإلكترونية وتذكرة سفر إلى الصين.
كما قدم العنزي شكره لشركة ((تشينمياو)) الصينية التي يعمل بها المهندسان، لتبرعها بمبلغ 10 آلاف ريال سعودي باسم الشباب الثلاثة لجمعية الهلال الأحمر السعودي.
من جانبه، قال حمود العنزي، الذي كان يقود المركبة، إن دوره كان يتمثل في صنع حاجز بإطارات سيارته ليخفف اندفاع المياه ويسهل على زميله أحمد الوصول إلى السيارة، مضيفاً “نتمنى أن تستمر الصداقة السعودية الصينية في النمو، فالعلاقة بين البلدين قديمة وعميقة”.
كما أكد مبارك العنزي أن وجود الشركات الصينية في مشاريع تنموية كبيرة داخل المملكة يعكس متانة العلاقات بين البلدين.
بدورهما، قال المهندسان الصينيان وو يونغ تسه وشينغ شو بينغ إن الحادث كان خطيراً للغاية، وإن قوة المياه جرفت سيارتهما وقلبتها على جانب الطريق، ولم يكن هناك وقت لانتظار فرق الإنقاذ، قبل أن يفاجآ بوصول الشباب السعوديين لإنقاذهما من الخطر.
وقال المهندسان إن المبادرة “تعكس شهامة الشباب السعودي واستعدادهم لمساعدة الآخرين دون تردد”.
بدوره، قال السفير الصيني لدى السعودية تشانغ هوا إنه سعيد بلقاء الشباب السعوديين الشجعان الذين أنقذوا المهندسين الصينيين في حائل، مؤكداً أن ما قاموا به أثار إعجاباً واسعاً في الصين وفي السعودية بعد تداول الفيديو على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.
وتابع “قدّمنا لهم بعض الهدايا وتذاكر السفر لزيارة الصين، ونتمنى أن تتاح لهم الفرصة لرؤية الصين عن قرب، وأن يكونوا سفراء للصداقة الصينية السعودية”.
على صعيد متصل، أعرب المدير العام لشركة ((تشينمياو)) الصينية في السعودية، تسوي دونغ لين، عن تقديره للشباب السعوديين الثلاثة، مؤكداً أن ما قاموا به يجسد الصداقة والإنسانية التي يحملها الشعب السعودي تجاه المواطنين الصينيين.
وأوضح أن الشركة أرسلت فريقاً لزيارة الشباب وتقديم الشكر لهم، مشيراً إلى أن الشركة فعلت خطة طوارئ بالتعاون مع جهات صينية أخرى تشارك في مشاريع الطاقة الشمسية بالمملكة لإزالة الأتربة وفتح الطرق المتضررة ودعم المجتمع المحلي.
وأعلن أن الشركة تبرعت بمبلغ 10 آلاف ريال سعودي للهلال الأحمر السعودي باسم الشباب الثلاثة تقديراً لشجاعتهم.
