
رسم مخطط جديد للتنمية الاستراتيجية ، خطة خمسية جديد للصين ، بقلم : السفير تسنغ جيشين
انعقدت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني ببكين بنجاح خلال الفترة ما بين 20 و23 أكتوبر الماضي. وتمثلت أهم مخرجات الدورة في اعتماد “مقترحات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن وضع الخطة الخمسية الـ15 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية”، الأمر الذي وضع تصميما على أعلى مستوى وتخطيطا استراتيجيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية في السنوات الخمس المقبلة.
يسرني أن أستعرض جوهر “المقترحات” انطلاقًا من ثلاث زوايا:
الأهمية العلمية، والمسار التاريخي، والأهداف والمهمات الجوهرية.
أولا، تُعدّ الخطة الخمسية تجربة مهمة لحزبنا في إدارة البلاد وحوكمتها.
إنها منهجية حكم متميزة وفعّالة أسسها الحزب الشيوعي الصيني عبر ممارسة طويلة الأمد واستكشاف مبتكر. منذ انطلاق أول خطة خمسية في عام 1953، وضعت الصين حتى الآن 14 خطة خمسية.
في كل دورة تخطيطية، تعقد اللجنة المركزية للحزب دورة كاملة لتقديم مقترحات حول صياغة الخطة، وتوضيح المبادئ التوجيهية والأهداف الأساسية والمهمات الجوهرية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل كل خطة خمسية تجسيدًا لفلسفة الحزب التنموية واستراتيجياته بعيدة المدى بشكل أفضل.
كما تخضع مسودة الخطة الخمسية لمشاورات واسعة النطاق تشمل مختلف فئات المجتمع، مما يضمن انعكاس تطلعات المجتمع وحكمة الجماهير ودراسات الخبراء وتجربة الميدان في محتواها.
وتتضمن الخطة الخمسية في هيكلها تصميمًا على أعلى مستوى يحدد أهداف التنمية لفترة الخمس سنوات، وخطة تنفيذية تركز على المهمات المحورية والمشاريع الكبرى والإجراءات الهامة في كل مرحلة، ليعمل المجتمع ككل وفق رؤية موحدة، ويعزز توزيع الموارد على جميع المستويات.
بفضل الاستمرارية في تنفيذ الخطط التنموية والجهود المتواصلة عبر الأجيال، تم تشييد الصرح العظيم للتحديث الصيني النمط بشكله المتين، وتحققت على أرض الواقع إنجازات تنموية غير مسبوقة.
ثانيًا، تتمتع فترة “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” بمكانة هامة متمثلة في الربط بين الماضي والمستقبل.
ينظر الحزب الشيوعي الصيني إلى تحقيق التحديثات الاشتراكية على أنه عملية تاريخية تتقدم تدريجيا، وتتطور باستمرار.
ففي عام 2021، حقق الحزب أهداف كفاحه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، وأكملت الصين بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، مما مثل خطوة كبيرة إلى الأمام على طريق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
يُقود الحزب الشيوعي الصيني في الوقت الراهن أبناء الشعب من جميع القوميات في مختلف أنحاء البلاد، مستفيدًا من الظروف المواتية لإطلاق مسيرة جديدة تهدف إلى بناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل، وذلك استعدادًا لتحقيق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس بحلول عام 2035 من خلال تنفيذ الخطط الخمسية “الرابعة عشرة” و”الخامسة عشرة” و”السادسة عشرة”. وبعد خمس عشرة سنة إضافية من الكفاح على هذا الأساس، ستُنجز الصين بناءها كدولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، محققة بذلك حلم النهضة العظيمة للأمة الصينية، وذلك مع حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في منتصف هذا القرن.
في هذه المسيرة، تعتبر فترة “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” (2026-2030) مرحلة حاسمة لتمتين الأساس وإطلاق العنان للقوة على نحو شامل في سبيل تحقيق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس.
وبناءً على الإنجاز الناجح لأهداف “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” ومهماتها الرئيسية، واستنادًا إلى ارتقاء القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة إلى مستوى جديد، يتعين على “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” أن تستوعب بدقة المتطلبات المرحلية، وتركز على القضية العظيمة المتمثلة في بناء الدولة الاشتراكية الحديثة وتحقيق النهضة الوطنية، وأن تضع الأهداف والمهمات وتصمم الأفكار والإجراءات بشكل منهجي وشامل لجميع القطاعات، لدفع تحقيق اختراقات نوعية في المهمات الاستراتيجية المرتبطة بالمسار الشامل للتحديث الصيني.
ومن خلال العمل الدؤوب خلال فترة “الخطة الخمسية السادسة عشرة” على هذا الأساس، ستتمكن الصين حتمًا من إنجاز المرحلة الأولى من الترتيب الاستراتيجي المتمثل بخطوتين في العصر الجديد بنجاح تام.
ثالثًا، الأهداف والمهمات الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”.
أوضحت “المقترحات” الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين في فترة “الخطة الخمسية الخامسة عشرة”من 7 جوانب، وهي: إحراز نتائج ملحوظة في التنمية العالية الجودة، ورفع مستوى الاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا إلى حد كبير، وتحقيق اختراقات جديدة في تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل، ورفع درجة الحضارة الاجتماعية بجلاء، ومواصلة تحسين جودة معيشة الشعب، وإحراز تقدم هام جديد في بناء الصين الجميلة، وتوطيد درع الأمن القومي بشكل أفضل.
وأكّدت “المقترحات” أنه بعد خمس سنوات أخرى من الكفاح على أساس ذلك، أي في عام 2035، سوف تشهد القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية وقوة الدفاع الوطني والقوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي للصين طفرةً كبرى، ويصل معدل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي إلى مستوى الدول المتوسطة التقدم، وتصبح معيشة الشعب أكثر سعادة وجمالاً، وتتحقق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس.
وفي الوقت نفسه، حدّدت “المقترحات” أيضًا المهمات الرئيسية في فترة “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” في 12 مجالا، بما في ذلك:
بناء منظومة الصناعات الحديثة، وتوطيد وتقوية أساس الاقتصاد الحقيقي؛ الإسراع في تحقيق المستوى العالي من الاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا وريادة تطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية؛ بناء السوق المحلية القوية، وتعجيل إنشاء نمط تنموي جديد؛ تسريع تشكيل نظام اقتصاد السوق الاشتراكي العالي المستوى، وتعزيز القوة المحركة للتنمية العالية الجودة؛ توسيع نطاق الانفتاح العالي المستوى على الخارج، وخلق وضع جديد للتعاون والفوز المشترك؛ الإسراع في تحديث الزراعة والمناطق الريفية، ودفع عملية النهوض الشامل بالمناطق الريفية بخطوات راسخة؛ تحسين توزيع الاقتصاد الإقليمي جغرافيا، وتعزيز التنمية المنسقة بين الأقاليم؛ إذكاء حيوية الابتكار والإبداع ثقافيا للأمة كلها، وتنشيط وتطوير الثقافة الاشتراكية؛ تكثيف الجهود لضمان وتحسين معيشة الشعب، ودفع عجلة تحقيق الرخاء المشترك لكافة أبناء الشعب بخطوات راسخة؛ تسريع وتيرة تحول أخضر شامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبناء الصين الجميلة؛ دفع تحديث منظومة الأمن القومي وقدرته، بناء الصين الآمنة على مستوى أعلى؛ تحقيق أهداف الكفاح لتقوية الجيش في الموعد المقرر عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، ودفع تحديث الدفاع الوطني والجيش بجودة عالية.
لقد رُسِمَ المخطط، وحان وقت الكفاح والعمل.
إن الصين وفلسطين شريكان استراتيجيان مخلصان، ورفيقان يدعم كل منهما الآخر في مسيرة تطوره. في العام المقبل، ستُطلِق الصين خطتها الخمسية الخامسة عشرة، ونحن نرحب بانضمام أصدقائنا الفلسطينيين للاستفادة من فرص التنمية والمنفعة المتبادلة التي تتيحها هذه الخطة، كما نعمل على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، ودفع علاقة الشراكة الاستراتيجية الصينية الفلسطينية نحو آفاق أرحب.
- – السفير تسنغ جيشين – مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين .
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .