تعزيز القيم والمساءلة المجتمعية عبر المبادرات الطلابية في برنامج التدقيق الاجتماعي

شفا – اختتم مركز إبداع المعلم، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، فعاليات تحكيم المبادرات الطلابية ضمن برنامج التدقيق الاجتماعي، الذي يهدف إلى ترسيخ مفاهيم المساءلة والشفافية والمشاركة المجتمعية من خلال تنفيذ هذه المبادرات.

شهد البرنامج تنفيذ 52 مبادرة طلابية بإشراف 102 معلم ومعلمة، ومساندة 12 مشرفًا تربويًا، في مديريات: جنين، قباطية، طوباس، طولكرم، نابلس، جنوب نابلس، سلفيت، قلقيلية، رام الله، وبيرزيت. كما قام الطلبة بعرض مبادراتهم أمام لجنة تحكيم متخصصة، حيث استعرضوا نتائج أعمالهم، وناقشوا أهداف المبادرات وتأثيرها على المجتمع المحلي. وقد أتاحت هذه التجربة للطلبة فرصة التعبير عن أفكارهم بثقة، وتلقي التغذية الراجعة من خبراء في مجالات الحوكمة والمساءلة، مما عزز من جودة المبادرات وعمق أثرها التربوي والمجتمعي.وقد تنوعت المبادرات لتتناول رصد أداء الهيئات المحلية، مما أتاح للطلبة فرصة التفاعل المباشر مع قضايا مجتمعاتهم، وفهم أهمية المساءلة في تحسين جودة الخدمات العامة.

ركزت المبادرات على التطبيق العملي للمفاهيم، ومنحت الطلبة فرصة لتطوير مهارات التفكير النقدي، والبحث الميداني، والعمل الجماعي. كما ساهمت في تعزيز وعيهم بمبادئ الحوكمة الرشيد وأدوات المساءلة، حيث أشار العديد منهم إلى أن هذه التجربة كانت أولى خطواتهم العملية نحو المشاركة المجتمعية، واكتسبوا من خلالها مهارات جديدة وأساليب تعليمية تعلمية

لعب المعلمون والمشرفون التربويون دورًا محوريًا في نجاح المبادرات، من خلال توجيه الطلبة ومساعدتهم في التخطيط والتنفيذ ومتابعة النتائج وتحليل أثرها على المجتمع المحلي. وقد ساهم هذا التعاون في تعزيز الانتماء والمسؤولية المجتمعية لدى الطلبة.

تمثل هذه المبادرات نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود بين مركز إبداع المعلم ووزارة التربية والتعليم العالي، حيث توحدت الرؤى لتعزيز ثقافة النزاهة والشفافية والمساءلة عبر التعليم التفاعلي والمبادرات الطلابية، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على المساهمة في تطوير مجتمعه ومواجهة التحديات بكفاءة ومسؤولية

وتؤكد هذه التجربة أن التعليم لا يقتصر على الصف الدراسي، بل يمتد ليشمل المشاركة العملية والمسؤولية المجتمعية. فتعزيز ثقافة المساءلة والشفافية لدى الطلبة منذ الصغر يُعد استثمارًا طويل الأمد في بناء مجتمعات قوية، واعية، وقادرة على إحداث التغيير الإيجابي