
شفا – د. وسيم وني ، في مثل هذا اليوم قبل أكثر من قرن، خط وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور وعده المشؤوم، متجاوزا التاريخ والعدالة والإنسانية، واعدا بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، في جريمة سياسية وأخلاقية لا تزال تداعياتها تلاحق الشعب الفلسطيني جيلا بعد جيل.
لقد كان وعد بلفور الشرارة التي أطلقت مشروع الاقتلاع والتهجير والاحتلال، فشرد شعبنا عام 1948 من أرضه وبيوته، وتحول إلى لاجئين في المنافي والمخيمات، بينما منح الغزاة هوية دولة فوق أنقاض الوطن الفلسطيني. واليوم، بعد مرور 108 أعوام، تتجسد فصول الوعد نفسه في غزة والضفة الغربية، حيث يمارس الاحتلال أبشع صور الإبادة والتدمير والقتل والتهجير، فيما يقف العالم متفرجا على استمرار الجريمة ذاتها التي بدأت بوعد من لا يملك لمن لا يستحق.
إننا في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، إذ نستحضر هذه الذكرى الأليمة، نؤكد أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة ما لم ينصف الشعب الفلسطيني وتستعاد حقوقه الوطنية كاملة، وفي مقدمتها الحرية، والاستقلال، وحق العودة.
وبهذه المناسبة نطالب :بريطانيا، التي أعلنت مؤخرا اعترافها بدولة فلسطين، بأن تخطو الخطوة الأهم نحو تصحيح خطيئتها التاريخية عبر الإعلان الرسمي عن اعتذارها للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وما نتج عنه من نكبة ومعاناة مستمرة، باعتبار أن هذا الاعتذار يمثل الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه جريمة ارتكبت بحق شعب بأكمله.
وكذلك ندعو المجتمع الدولي بأن يوقف ازدواجية المعايير، ويقف موقف الحق والعدالة إلى جانب شعب لا يطالب إلا بحريته فوق أرضه التي لم يتخل عنها يوما.
يا أبناء شعبنا في الوطن والشتات،
إن وعد بلفور لم يكن قدرا، بل كان بداية معركة طويلة من أجل البقاء، معركة نواصلها اليوم بالإرادة والثبات والدم، حتى تقام دولة فلسطين المستقلة على أرضها، ويعود اللاجئون إلى بيوتهم، وينتهي هذا الظلم التاريخي الذي طال أمده.
فلسطين ليست ذكرى… بل وعد الحرية الآتية.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .