5:46 مساءً / 2 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد لثقافة التمثيل بالجثث ، بقلم : بديعة النعيمي

بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد لثقافة التمثيل بالجثث ، بقلم : بديعة النعيمي

مأساة إنسانية تلك التي تحدث عنها مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، الدكتور أحمد الفرا، حول جثامين الشهداء التي يسلمها العدو الصهيوني إلى قطاع غزة، حيث كشف عن حقائق تفضح حجم الانتهاكات التي ارتكبها هذا العدو بحق الجثامين .

يقول الفرا إن الاحتلال يعرف هوية أصحاب الجثامين التي يعيدها إلى غزة، لكنه يمتنع عن الإفصاح الأسماء.


ويضيف بأن من بين كل سبعة جثامين، يمكن التعرف على جثمان واحد فقط، نتيجة التحلل أو تشويه الملامح، بعضها بلا ملامح على الإطلاق، وبعضها تغير لونه وتكوينه بفعل ظروف الاحتجاز أو الزمن. كما وتحدث الطبيب عن وجود علامات كثيرة عليها تدل على التعذيب الشديد الذي يسبق الموت، مثل علامات تعذيب ضرب بقضبان حديدية ساخنة تسببت بحروق شديدة قبل الوفاة.

لكن أكثر ما يثير الفزع في شهادة الفرا أن بعض الجثامين كانت فارغة من الداخل ومحشوة بالقطن ما يؤكد سرقة الاحتلال لأعضاء الشهداء.

ما جاء من شهادة على لسان الدكتور أحمد الفرا هي تفاصيل خطيرة تتطلب تحقيقا دوليا عاجلا لأن العبث بجثمان الميت وسرقة أعضائه، من أبشع الجرائم التي يعرفها ما يسمى ب “القانون الدولي الإنساني”، ويضرب في الصميم حق الإنسان في الكرامة حتى بعد وفاته، غير أنه قانون عنصري بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو يتجاهل حق الفلسطيني في حياته فكيف بعد مماته.

في مجمع ناصر وحده، جرى استقبال عشرات الجثامين التي سلمت دون أي بيانات تعريفية، ما يعيد إلى الأذهان صور المقابر الجماعية التي اكتشفت في محيط المستشفيات جنوب القطاع عقب انسحاب جيش العدو، حيث تم العثور على جثامين شهداء مدفونة بطريقة عشوائية، بعضها مربوط الأيدي، وبعضها الآخر يحمل علامات تعذيب أو تنفيذ إعدام ميداني.

ما حدث ولا زال ليس بالأمر الجديد فمن يقرأ في النصوص “التوراتية” المحرفة، وخاصة في ما تسمى ب “أسفار يشوع” و “صموئيل” و “الملوك”، فإنه سيجد فيها روايات تصف ما فعله بنو إسرائيل بأعدائهم بعد الحروب، وفيها مشاهد قاسية من القتل والتمثيل بالجثث.


فمثلا في المدعو “سفر يشوع الإصحاح العاشر الآية ٢٦ جاء”


“وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس خشبات، وبقوا معلقين على الخشبات إلى المساء.” وبعد ذلك “أنزلهم عند غروب الشمس وطرحهم في الكهف الذي اختبأوا فيه، ووضع حجارة كبيرة على فم الكهف.”


وفي سفر المسمى ب “يشوع الإصحاح الثامن الآية ٢٩” ورد عن ملك عاي أنه “علقه على خشبة إلى وقت المساء، وعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوا جثته عن الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة، وأقاموا عليها كومة عظيمة من الحجارة”.


وفي موضع آخر مما يسمى بسفر “صموئيل الثاني الإصحاح الرابع” ورد عن داود أنه “أمر الغلمان فقتلوهم، وقطعوا أيديهم وأرجلهم وعلقوهم على البركة في حبرون”.

هذه المقاطع تظهر أن التوراة المحرفة تصف ممارسات قاسية تضمنت التمثيل بالجثث، كالصلب والتعليق والقطع، وكانت تصور على أنها تنفيذ لأوامر إلهية، وهي تطبق إلى اليوم من قبل العدو الفاشي بل واستحدثت أساليب جديدة خسيسة وشيطانية للتمثيل بجثامين الشهداء.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يجتمع مع نظيره الكولومبي غوستافو بيترو

الرئيس محمود عباس يجتمع مع نظيره الكولومبي غوستافو بيترو

شفا – اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مع رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، في مقر …