اللواء ماجد فرج ، عقل الدولة وروح الوطن ، بقلم : البروفيسور الدكتور جمال حرفوش

اللواء ماجد فرج ، عقل الدولة وروح الوطن ، بقلم : البروفيسور الدكتور جمال حرفوش

في سِفر الرجال الذين تصنعهم التجارب لا المناصب، يتجلّى اسم اللواء ماجد فرج كواحد من أعمدة الدولة الفلسطينية المعاصرة، رجلُ القانون والأمن والفكر، الذي جمع بين الانضباط العسكري والإنسانية العميقة، وبين العقل الاستراتيجي (Ratio Strategica) والضمير الوطني (Conscientia Patriae).

أصل نضالي وجذور في الأرض

ينتمي اللواء ماجد فرج إلى عائلة فلسطينية مناضلة حملت مشعل الكفاح الوطني جيلاً بعد جيل، مؤمنة بالمبدأ الروماني القديم:

“Patria est communis omnium parens” – الوطن هو الأم الجامعة للجميع.
من هذه الجذور النضالية تشرّب الإيمان بأن الحرية ليست مطلبًا سياسيًا بل واجبًا أخلاقيًا، وأن خدمة الوطن ليست مهنة بل رسالة. وقد شكّل هذا الإيمان قاعدة مسيرته التي امتدت لتكون نموذجًا في الولاء والاحتراف والانتماء.

المسيرة المهنية والقيادية

تدرّج اللواء ماجد فرج في سلم المسؤولية الوطنية بإخلاص نادر، مؤمنًا أن الأمن ليس مجرد حماية الحدود بل هو حماية فكرة الدولة ذاتها (Defensio Rei Publicae).

تميّز في مهامه بقدرته على الجمع بين الصرامة في القرار (Rigor Decidendi) والعدالة في التطبيق (Equitas in Actione)، فكان صوت العقل في زمن الاضطراب، وسند القانون في زمن الفوضى.
رجلٌ يرى في الانضباط قيمة أخلاقية لا مجرد نظام إداري، وفي القيادة تكليفًا لا تشريفًا.

الصفات الشخصية والإنسانية

يمتلك اللواء فرج شخصية استثنائية تمزج بين القوة والتواضع، وبين الحزم والرؤية. لا يتعامل مع موقعه كسلطة، بل كأمانة، مقتديًا بالمبدأ القانوني الإنساني “Justitia est constans et perpetua voluntas jus suum cuique tribuendi” – العدالة هي الإرادة الثابتة لإعطاء كل ذي حق حقه.

تعكس سلوكياته اليومية ثقافة القيادة بالقدوة (Ductus per Exemplum)، مؤمنًا أن من يقود الناس يجب أن يخدمهم أولاً، لا أن يتسلط عليهم.

البعد الوطني والعقيدة السيادية

بدون مبالغة أو تكلّف، يمكن القول إن اللواء ماجد فرج هو العقل الأمني لفخامة الرئيس محمود عباس، والظل المخلص لنائب الرئيس حسين الشيخ؛ فهم الثلاثة مجتمعون يشكّلون الثالوث الوطني الحيّ الذي يمثل الروح التي تنفخ في جسد الوطن فلسطين، تحفظ توازنه وتؤمّن استمرار نبضه في زمن التحولات والتحديات.

إنهم معًا يجسدون وحدة القرار والسيادة والكرامة، ويبرهنون أن الوطن لا يقوم إلا على تكامل العقل السياسي، والفكر الأمني، والضمير الوطني.

الرؤية والفلسفة القيادية

يرى اللواء فرج أن القوة لا تكون في السيطرة، بل في القدرة على حماية القانون دون المساس بالإنسان.
هو رجل يستحضر في نهجه روح الثائر الإنساني إرنستو “تشي غيفارا”، في إخلاصه للمبدأ واستعداده للتضحية في سبيل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، دون أن يغادر انضباط رجل الدولة ولا التزامه بسيادة القانون.

فهو يجمع بين حرارة الثائر وبرودة القائد، وبين حلم المواطن وصرامة الحارس.

إرث وطني خالد

إن مسيرة اللواء ماجد فرج هي شهادة على أن فلسطين لا تُبنى بالشعارات بل برجال يؤمنون أن الواجب يسمو على المصلحة، وأن الدولة كيان قيمي قبل أن تكون كيانًا سياسيًا.

فهو من الذين يكتبون التاريخ لا بالحبر، بل بالفعل، ومن الذين يحفظون الوطن لا بالكلام، بل بالعمل الصامت المخلص.

• – البروفيسور الدكتور جمال حرفوش
  باحث في القانون والسياسة الدولية
  مترجم قانوني
  رئيس جامعة المركز الأكاديمي البرازيلي للأبحاث
  فلسطين – رام الله