
حين يبكي النور ، بقلم : محمد علوش
وأبكي.. وأبكي،
فالبكاءُ طريقي إلى الله،
كلُّ دمعةٍ
حرفٌ من ليلِ الروح،
ينحدرُ ليكتبَ اسمي على صفحةِ الغيب.
أبكي،
كأنّي أفتّشُ عن ملامحي في مرآةِ الغياب،
كأنّ الدمعَ يذكّرُني
أنّي خُلقتُ من طينِ الحنين،
ومن ظلِّ صلاةٍ لم تكتمل.
يا الله،
أنتَ السّرُّ المتواري في ارتجافِ القلب،
وفي الصوتِ الذي لا يُسمع،
وفي الندى حين يخافُ الفجر.
أبكي،
لأنّ البكاءَ لغةٌ لا تحتاجُ إلى حروف،
ولأنّ الصمتَ، حين يمتلئُ بك،
يُفيضُ على جبهتي ضوءاً يشبهُ العفو.
وأبكي،
حتى يذوبَ الليلُ في مائي،
وتصيرَ روحي غيمةً
تبحثُ عن أرضٍ تولدُ فيها من جديد.
أبكي..
وأعرفُ أنّ الدمعَ ليس حُزناً،
بل طريقُ الأشياءِ إلى نقائها،
وأنّ الوصولَ إليكَ
يشبهُ رجوعَ المطرِ إلى السماء.
وأبكي..
حتى تفيضَ عروقي بالنور،
وتغدو الدموعُ مرايا
يعبرُها اللهُ إليَّ.
أبكي..
فأشعرُ أنّي أذوبُ في رحمِ الضوء،
وأنّ لهيبَ البكاءِ
ينحتُ من وجعي صلاةً،
ومن رمادي نبيّاً جديداً من الشوق.
ثمّ أسكت..
فالصمتُ آخرُ المزامير،
وفيه أسمعُ قلبي
يردّدُ أسماءَك التي لا تُقال.
يا الله،
ها قد صرتُ طفلاً في حضنِك الواسع،
لا دمعةَ بعدي ولا خوف،
فقد وصلتُ إليك،
وعرفتُ — أخيراً —
أنّ البكاءَ هو القيامة.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .