9:37 مساءً / 31 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

من النقد إلى البناء ، نحو مراجعة وطنية شاملة تعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بقلم : محمد علوش

من النقد إلى البناء ، نحو مراجعة وطنية شاملة تعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بقلم : محمد علوش


لا شكّ أنّ مقال الكاتب باسم برهوم يلامس جانباً مهماً من الحقيقة، ويضع إصبعه على جرح مفتوح في واقعنا السياسي الفلسطيني، وهو حالة التبعية والضياع التي أصابت بعض فصائل اليسار وابتعادها عن دورها التاريخي في الدفاع عن المشروع الوطني والاجتماعي التقدّمي، غير أنّ استكمال الحقيقة يتطلّب نظرة أعمق وأشمل، لا تكتفي بالنقد، بل تتقدّم نحو مراجعة وطنية وبرنامجية تمسّ البنية السياسية الفلسطينية برمّتها.


فإنّ جوهر الأزمة لا يقتصر على بعض الفصائل، بل يمتدّ إلى بنية النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوّناته، وعلى رأسه منظمة التحرير الفلسطينية التي ما زالت تمثّل الإطار الجامع والشرعي الوحيد لشعبنا، والمطلوب اليوم هو إعادة ترتيب البيت الداخلي للمنظمة من خلال تفعيل مؤسساتها ودوائرها واتحاداتها الشعبية، وضمان مشاركة جميع القوى والفصائل على قاعدة الشراكة الوطنية، بعيداً عن الإقصاء أو التهميش أو الارتهان لأيّ محور خارجي.


إنّ ما نحتاجه حقّاً هو مراجعة وطنية شاملة تضع أمامنا سؤالاً جوهرياً: كيف نحافظ على مشروعنا الوطني التحرّري والاجتماعي في ظلّ الانقسام، وتراجع دور الحركة الوطنية الفلسطينية، وتنامي نفوذ قوى الإسلام السياسي التي تحاول احتكار راية المقاومة بينما تبتعد عن جوهرها الوطني والديمقراطي؟


إنّ الردّ الحقيقي على هذا الواقع لا يكون بالتناحر أو تبادل الاتهامات، بل بإعادة بناء الحركة الوطنية والديمقراطية الفلسطينية على أسس فكرية وتنظيمية جديدة، تستند إلى العدالة الاجتماعية، والمواطنة، والديمقراطية، والمقاومة الشعبية الشاملة ضدّ الاحتلال، كما ينبغي أن يكون اليسار الفلسطيني في طليعة هذا المشروع، لا تابعاً لأحد، بل حاملاً راية التحرّر والنهضة والكرامة الوطنية.


لقد آن الأوان لأن تستعيد منظمة التحرير الفلسطينية دورها المركزي، وأن توفَّر لها كل مقوّمات الصمود والديمومة، لتبقى الحاضنة الشرعية للمشروع الوطني، والقادرة على حماية القرار المستقلّ وتحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية في مواجهة كلّ مشاريع التفتيت والانقسام.


إنّنا بحاجة إلى وعي جديد يخرج من أسر التمويل والولاءات الضيّقة، ويتّجه نحو وحدة وطنية حقيقية تعيد الاعتبار للهوية الجامعة ولروح المقاومة التي توحّدنا على هدفٍ واحد، الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس.


فليكن هذا النقاش مدخلاً لنقد بنّاء يفضي إلى تصحيح المسار، لا لتبادل الاتهامات، فالوطن أكبر من الجميع، ومنظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تبقى بوصلتنا الجامعة مهما تعدّدت الاتجاهات.

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات لشهر أكتوبر 10

أسعار المحروقات والغاز لشهر تشرين الثاني نوفمبر 11

شفا – أعلنت الهيئة العامة للبترول في وزارة المالية، مساء اليوم الجمعة، الحد الأقصى لأسعار …