9:15 مساءً / 31 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

تقرير : رئيس الصين شي وترامب يجتمعان في بوسان لتحقيق استقرار العلاقات وتعزيز الثقة العالمية

تقرير : رئيس الصين شي وترامب يجتمعان في بوسان لتحقيق استقرار العلاقات وتعزيز الثقة العالمية

شفا – شينخوا – تقرير – تحت أنظار العالم وأمام عدسات الكاميرات، تصافح الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس في بوسان، كوريا الجنوبية ، لقاء ترقبه الجميع بشدة، وهو الأول منذ أن أدى ترامب اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى في وقت سابق من هذا العام.

في وقت لاحق، ومع اقتراب اختتام اجتماعهما الذي استمر 100 دقيقة في ثاني أكبر مدينة بكوريا الجنوبية، سار شي وترامب جنبا إلى جنب نحو مخرج القاعة. وتصافحا عند الوداع.

جاء اجتماع الرئيسين وسط تصاعد التحديات الاقتصادية العالمية والاتجاهات الحمائية. وقد رأي العديد من المراقبين العالميين في هذا الاجتماع المهم فرصة بالغة الأهمية لتحقيق الاستقرار فيما يصفه الكثيرون بالعلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم وإعادة بث الثقة في الاقتصاد العالمي.

— رسم مسار للعلاقات

منذ تولي ترامب منصبه في يناير، حافظ رئيسا الدولتين على تواصل وثيق عبر المكالمات الهاتفية والرسائل. وكما أشار شي خلال الاجتماع، فقد ظلت العلاقات الصينية-الأمريكية مستقرة بشكل عام تحت توجيهاتهما المشتركة.

وقال شي إنه في مواجهة الرياح والأمواج والتحديات، ينبغي على الزعيمين الحفاظ على المسار الصحيح، والإبحار عبر المشهد المعقد، وضمان إبحار سفينة العلاقات الصينية-الأمريكية العملاقة بثبات.

وأعرب ترامب عن روح التعاون هذه، قائلا إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تتسم بأنها قوية تقليديا وستستمر في التحسن، معربا عن أمله في مستقبل مشترك أكثر إشراقا.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها شي الاستعارة المتمثلة في إعادة ضبط اتجاه “السفينة العملاقة للعلاقات الصينية-الأمريكية” لتسليط الضوء على المهمة الأساسية التي تواجه العلاقات الثنائية الحالية.

ففي اتصال هاتفي مع ترامب في يونيو بعد اجتماع رفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة حول الشؤون الاقتصادية والتجارية في جنيف، وهو اجتماع أطلق سلسلة من المحادثات الثنائية الاقتصادية والتجارية اللاحقة، شدد شي على أنه من “الأهمية بمكان” أن يتجنب الزعيمان مختلف أشكال التشويش والعرقلة.

وذكر شي حينها أن الجانبين بحاجة إلى الاستفادة من آلية التشاور الاقتصادي والتجاري القائمة بالفعل، والسعي إلى تحقيق نتائج مربحة للجانبين بروح المساواة واحترام شواغل بعضهما البعض.

ومن جانبه، قال قو تشينغ يانغ، الأستاذ المشارك في كلية لي كوان يو للسياسات العامة بجامعة سنغافورة الوطنية، إن التفاعلات بين الصين والولايات المتحدة ينبغي أن تجسد خصائص عصر جديد، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ”فخ ثيوسيديدس”، الذي يشير إلى المواجهة بين قوة قائمة وأخرى صاعدة، ليس أمرا حتميا كما يعتقد الكثيرون.

وأضاف قو “لا نرغب في رؤية الصين والولايات المتحدة منقسمتين أو منفصلتين أو في حالة مواجهة، لأن ذلك سيكون ضارا للجانبين. فكلتاهما دولة رائدة في العالم، وكلتاهما قوية بما يكفي بحيث لا يمكن لإحداهما تجاهل الأخرى”.

وفي الفترة التي سبقت اجتماع بوسان، عقد الفريقان الاقتصادي والتجاري للبلدين جولة جديدة من المشاورات في كوالالمبور بماليزيا، توصلا خلالها إلى توافق أساسي حول معالجة الشواغل الرئيسية لكل منهما، مما وفر الشروط اللازمة لعقد الاجتماع يوم الخميس.

وفي يوم الخميس، حث شي الجانبين على تحديد الخطوات التالية ووضع اللمسات الأخيرة عليها في أقرب وقت ممكن، وضمان الالتزام بالتفاهمات المشتركة وتنفيذها بشكل فعال، من أجل ضخ الثقة في البلدين وكذلك في الاقتصاد العالمي من خلال نتائج ملموسة.

وقال شي إن الفريقين يمكنهما مواصلة محادثاتهما بروح المساواة والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، ومواصلة تقليص قائمة المشكلات وإطالة قائمة التعاون.

وفي بيان مكتوب بعث به إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، قال مايا ماجويران، المدير المؤسس لمنظمة مبادرة الحزام والطريق في سريلانكا، إن الاجتماع أرسل إشارة طمأنة بأن أكبر اقتصادين في العالم يسعيان إلى إدارة علاقاتهما بشكل مسؤول، وليس الانجراف نحو المواجهة.

أما بالنسبة لتوم واتكينز، المستشار السابق لمركز ميشيغان-الصين للابتكار، فقد أكد أن “الاحترام المتبادل” هو مفتاح العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة والصين.

وأوضح واتكينز أنه “على كل طرف أن يدرك أن أي سوء تقدير ستكون له عواقب وخيمة”، مضيفا أنه على الرغم من التقلبات في العلاقات الثنائية خلال العقود الماضية، “فقد سار الطرفان بخطى حكيمة نحو الأمام”.

وقال واتكينز إن “جميع القضايا العالمية الرئيسية تتقاطع عند زاوية بكين وواشنطن. وإن كيفية قيام قادتنا بحل هذه القضايا ستشكل مستقبل العالم”.

— تأثير أوسع على منطقة آسيا والمحيط الهادئ وما وراءها

يواجه العالم تزايدا في حالة عدم اليقين المتزايد وصعودا في النزعات الحمائية، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست استثناء. فالحواجز التجارية تتراكم، والمنافسات الجيوسياسية تتعمق، والنظام التجاري متعدد الأطراف يتعرض لضغوط متزايدة. وفي ظل هذه الظروف، وجدت دعوة شي إلى تفضيل الحوار على المواجهة صدى تجاوز قاعة الاجتماع في بوسان.

وقد أشار شي إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة شهدت تقلبات في الآونة الأخيرة، قائلا إن العلاقات التجارية ينبغي أن تستمر في لعب دور المرساة والقوة الدافعة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، لا أن تصبح حجر عثرة أو نقطة احتكاك. وأضاف شي أنه يتعين على الجانبين التفكير بآفاق واسعة وإدراك الفوائد طويلة الأمد للتعاون، وتجنب الوقوع في حلقة مفرغة من الانتقام المتبادل.

وكانت وزارة التجارة الصينية قد كشفت يوم الخميس عن النتائج التي توصل إليها الوفدان الصيني والأمريكي خلال محادثاتهما الاقتصادية والتجارية التي جرت مؤخرا في كوالالمبور.

فقد أعلن متحدث باسم الوزارة أن الجانب الأمريكي سيلغي ما يسمى بـ”تعريفات الفنتانيل” البالغة 10 في المائة، وسيعلق لمدة عام إضافي الرسوم الجمركية المتبادلة البالغة 24 في المائة المفروضة على السلع الصينية، بما في ذلك السلع الواردة من منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة، مضيفا أن الصين ستجري تعديلات مقابلة على تدابيرها المضادة وستواصل تمديد بعض تدابير استثناءات التعريفات الجمركية.

وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة ستعلق لمدة عام تنفيذ القاعدة الجديدة التي أعلنتها في 29 سبتمبر، والتي توسع قيود التصدير المتعلقة بـ”قائمة الكيانات” لتشمل أي كيان تمتلك فيه جهة أو أكثر من الكيانات المدرجة في القائمة نسبة 50 في المائة على الأقل، لافتا إلى أن الصين ستعلق من جانبها، ولمدة عام واحد، تنفيذ تدابير الرقابة على الصادرات ذات الصلة التي أعلنتها في 9 أكتوبر، كما ستقوم بدراسة وتحسين خطط محددة.

وشملت النتائج الأخرى موافقة واشنطن على تعليق لمدة عام واحد للإجراءات المتخذة بموجب التحقيق الذي أجرته وفق المادة 301 التي تستهدف الصناعات البحرية واللوجستية وبناء السفن في الصين، على أن تعلق بكين تنفيذ تدابيرها المضادة بمجرد دخول التعليق الأمريكي حيز التنفيذ.

ويرى الخبراء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن هذه الرؤية التعاونية تأتي في الوقت المناسب، كما تعتبر ضرورية.

فقد ذكر ماجويران أنه من وجهة نظر بكين، فإن الطريق إلى الأمام ليس طريق المنافسة الحتمية بل التنسيق الضروري، مضيفا أن القيادة الصينية تؤكد بشكل متكرر على أهمية نموذج التعاون “المربح للجميع”، وهو نهج يرفض فكر المحصلة الصفرية ويدعم التقدم المشترك.

ومن ناحية أخرى، قال إنغ كوك ثاي، وهو سكرتير دولة في مجلس الوزراء الكمبودي، إن لقاء شي وترامب يوفر فرصة لتخفيف التوترات بين البلدين الكبيرين والعودة إلى الحوار لحل القضايا العالقة.

وخلال الاجتماع الذي عُقد يوم الخميس، أشار شي إلى أن العالم اليوم يواجه العديد من المشكلات الصعبة، ويمكن للصين والولايات المتحدة أن تتحملا المسؤولية معا كدولتين كبيرتين، وأن تعملا معا لتحقيق مزيد من الأشياء العظيمة والملموسة من أجل مصلحة بلدينا والعالم بأسره.

ولفت إنغ كوك ثاي إلى أن “مسار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة سيحدد إلى حد كبير البيئة الإستراتيجية والاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وما وراءها”.

وأضاف أن التعاون يضمن استقرار التجارة وتبادل التكنولوجيا والأمن، وهي نتائج تعود بالفائدة ليس فقط على المنطقة بل على العالم بأسره.

شاهد أيضاً

ليفربول يتلقى ضربتين موجعتين عشية مباراته الهامة ضد أستون فيلا

شفا – يدخل ليفربول مواجهة ضيفه أستون فيلا في الدوري الإنجليزي غدا السبت في ظل …