
” ليست كلُّ الرحلاتِ سفرًا، بعضُها هروبٌ من وجهٍ واحدٍ لا يُنسى ” ، بقلم : سعاد الطميزي
هي:
متى عدتَ من سفرتك الأخيرة؟
هو:
أنا؟ لم أسافر، ولم أبرح مكاني.
كيف تقولين هذا؟
هي:
بل سافرت… وإن بدا لك أنك كنت هنا.
غبتَ عني زمنًا طويلًا،
لا أدري أيّ رحلةٍ كنت فيها،
أو لعلّي أدري… لكن لا عليك، دعني.
أعلم أن الروح التي سافرت بها كانت قتيلة،
لا نَفَسَ فيها ولا حول لها.
غير أن السؤال الذي يلحّ على روحي: لماذا؟
إلى متى ستبقى شارد الفكر والروح؟
ما ضالتك التي تبحث عنها؟
أم أمني أنا تهرب؟
أخبرتك من قبل:
لا تفتّش عني في وجوهٍ أخرى، فلن تجدني.
ولن تجدني.
ليست نرجسيةً ولا كبرياء،
لكني وإن شابهتُ الكثير،
فالكثير ليس أنا.
ولأنك تعلم من أكون،
فمن السذاجة أن تجهد قلبك وعقلك بسفرٍ طويل
لا يزيدك إلا تيهًا فوق تيه،
ووجعًا فوق وجع.
صدقني،
كل رحلةٍ تسافرها من بعدي
لن تجلب لك إلا الوهم والخيال،
وحكاياتٍ قصيرةٍ كخيوط بيت العنكبوت.
فما ذنب من ترافقهم في أسفارك المؤقتة؟
وأنت تدرك نزولك الحتمي عند أول محطة؟
أخبرني،
هل تروقك النسخ المتكرّرة؟
لا يا عزيزي… استيقظ من غفلتك.
تذكّر:
الحبُّ عهدٌ عظيم،
وأول العهد أن لا نخون.
وقبل أن تقولها،
اعلم أنّ الحياة خانتني أولًا،
بكل جولاتها التي مضت دون رحمة،
ولذلك لجأتُ إليك…
أبحث فيك عن نفسي،
عن أمانٍ ضاع،
وسلامٍ وعدتني به الصدفة.
هو:
(يصمت…)
ولا يجيب.