
شفا – نظم مكتب وزارة الثقافة وبالتعاون مع نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني ووزارة السياحة والآثار فعالية تراثية بعنوان “ثوب الوطن بين القصيدة والتراث”، وذلك في متحف شجرة الدر في البلدة القديمة بالخليل، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والأدباء والفنانين، وبحضور لفيف من المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي.
هدفت الفعالية إلى تعزيز الوعي بالتراث الفلسطيني وإبراز العلاقة العميقة بين الهوية الثقافية والمقاومة من خلال الأدب والفن الشعبي، تأكيدًا على أن التراث هو ذاكرة الوطن وروحه التي لا تزول.
استُهل البرنامج بندوة تراثية قدمتها الدكتورة منى أبو حمدية من وحدة البحث العلمي في وزارة السياحة والآثار بعنوان “التراث الفلسطيني بين الذاكرة والمقاومة: الثوب الفلسطيني نموذجاً”، حيث تناولت دراستها البحثية رمزية الثوب الفلسطيني باعتباره سردية وطن مطرّزة بالإبرة والخيط، تعبّر عن الذاكرة الجمعية والنضال اليومي للمرأة الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس الثقافي.
كما قُدمت قراءات شعرية لعدد من الشعراء الذين أضفوا على الفعالية بُعدًا وجدانيًا جميلاً، من بينهم الشاعرة د. نفين طينة، والشاعر أ. أكرم سليمية، والشاعر أ. حمزة عصافرة، حيث امتزجت القصائد بروح الانتماء والوفاء للأرض والتراث والإنسان.
وتخلل الفعالية عرض فيديو توثيقي من إعداد الأستاذة هناء كُرجة، تناول جوانب من الحرف التقليدية الفلسطينية مثل الزجاج والنحاس والتطريز والنقش، مسلطًا الضوء على جماليات الحرف اليدوية في البلدة القديمة بالخليل.
وقدّم الفنان عبد المغني الجعبري سكتشًا مسرحيًا تراثيًا بعنوان “ثرثنا رمز هويتنا”، جسّد فيه ملامح الحياة الفلسطينية القديمة بكل تفاصيلها البسيطة والعميقة، مستحضرًا أجواء البيت الريفي وما يحمله من دفء العلاقات الأسرية وروح التعاون والتكافل. امتاز الأداء بالعفوية والصدق الفني، ما جعل الجمهور يعيش لحظات حنين إلى الماضي، مؤكدًا أن المسرح التراثي يشكّل جسراً حياً بين الأجيال ويحفظ الهوية الثقافية الفلسطينية من الاندثار.
واختُتمت الفعالية بجولة تراثية في أروقة متحف شجرة الدر شملت أقسام الزجاج والخزف والزخارف التقليدية، حيث تفاعل المشاركون مع المعروضات التي تعكس عمق الإرث الثقافي والحضاري الفلسطيني.
تأتي هذه الفعالية ضمن جهود وزارة الثقافة الفلسطينية وشركائها لإحياء التراث الوطني وتعزيز الانتماء الثقافي من خلال الفنون والآداب، تأكيدًا على أن الثقافة هي خط الدفاع الأول عن الهوية الفلسطينية.