
قراءة أدبية للدكتور الناقد عادل جوده في نص ” عناق يفيض لوعة” ، بقلم : فاطمة الفلاحي
عناق يفيض لوعة
ارتدينا ليل القصائد،
تهجانا العشق!
عناق يفيض لوعة
تختصر الأهداب مناديلها،
حنين ذاوي!
عناق يفيض لوعة
تعثرت العيون بحنين جارف،
وقت التلويح!
عناق يفيض لوعة
يمارس طقوسه من غير شريعة،
سلوان النار!
عناق يفيض لوعة
في أحضان الفراق،
وجع وانكسار!
عناق يفيض لوعة
استحضرته على مساحة الورق،
فراغي منك ومني!
عناق يفيض لوعة
اكتب بنسغك جذوره،
على الضفاف!
فاطمة الفلاحي – فرنسا
هذه القصيدة النثرية للشاعرة فاطمة الفلاحي تشكل لوحة عاطفية مكثفة تتراقص على أوتار الفراق والأشواق تبدأ القصيدة بعنوانها المتكرر عناق يفيض لوعة الذي يشكل النغمة الأساسية التي تتردد عبر مقاطع النص كأنما تحاول الشاعرة تثبيت هذه الصورة في مخيلة القارئ
في المقطع الأول
تقدم الشاعرة استعارة بارعة حيث ترتدي ليل القصائد وكأن القصائد أصبحت حيزا مكانيا يحيط بالشخصيتين ثم تأتي جملة تهجانا العشق التي تحمل دلالة مزدوجة بين التهجي اللغوي والهجران العاطفي
يتوالى المشهد في المقاطع التالية حيث تتحول الأهداب إلى مناديل تمسح دموع الفراق ويصبح الحنين كائنا ذاويا يذبل مع الوقت تصل الذروة العاطفية عندما تعلن الشاعرة عن تعثر العيون بحنين جارف عند لحظة التلويح وهي صورة تؤكد أن الفراق بدأ فعليا
في المقطع الرابع
يتحول العناق إلى طقس دون شريعة وسلوان يشبه النار مما يوحي بأن هذا العشق يخالف الأعراف أو ربما يتجاوز حدود المنطق
يصل النص إلى جوهر المأساة في المقطع الخامس
حيث يجتمع العناق والفراق في تناقض صارخ ينتج عنه وجع وانكسار
أما المقطع السادس
فيكشف عن حيلة الشاعرة للتعامل مع الغياب حيث تستحضر المعشوق على مساحة الورق لكنها تكتشف أن الفراغ لا يملأ لا بالحبيب ولا بالذات
في الختام
تقدم الشاعرة صورة مكثفة للكتابة كعملية زرع للجذور على الضفاف وكأنها تحاول تأصيل هذا الحب في مكان هش بين اليقين والعدم
هذه القصيدة تمثل تجربة إنسانية عميقة مع الحب والفراق تستخدم فيها الشاعرة لغة شعرية مكثفة تعتمد على الاستعارة والكناية والطباق لتقديم رؤية وجودية للعلاقة العاطفية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان
تحياتي واحترامي