
شباب محافظة سلفيت … شرارة الأمل في زمن التحدي ، بقلم: د. عمر السلخي
سلفيت… محافظة صغيرة بحجمها، كبيرة بطموح شبابها
في قلب فلسطين، تتربّع محافظة سلفيت بين الجبال، شامخةً كزيتونها، مثقلةً بما تواجهه من حصارٍ واستيطان، لكنها تفيض بالحياة كلّما نهض شابٌّ فيها ليقول: “أنا هنا لأصنع الفرق”.
من بين أزقّة القرى وكروم الزيتون، تولد قصصٌ ملهمة لشبابٍ لم ينتظروا المعجزات، بل قرّروا أن يكونوا هم المعجزة.
شباب يصنعون الإنجاز رغم قسوة الواقع
رغم ضيق الإمكانيات، يثبت شباب محافظة سلفيت أن الإرادة أقوى من الظروف.
فها هو المزارع الشاب الذي أعاد الحياة لأرضٍ مهجورة، والمهندسة التي صمّمت مشروعها الخاص من غرفة صغيرة، والطالب الذي يبتكر فكرة تكنولوجية محلية بروحٍ عالمية… والشاب الذي يبدع في تجهيز اثاث الحدائق … والشابه التي تسوق المنتجات المحليه عبر متجرها الإلكتروني واخرى تسوق الحلوى والاكلات الشعبيه عبر صفحتها على الفيس بوك.
هم لا يملكون الكثير من الموارد، لكنهم يملكون الإيمان والجرأة والرغبة في التغيير.
التحدي الأكبر: كيف نحافظ على الطاقات داخل المحافظة؟
ما زال الكثير من الشباب يشعر بأن الطريق إلى النجاح يمر عبر الرحيل، بحثًا عن أفق أوسع أو فرصة عمل.
لكن الوطن لا يحتاج لمن يغادره بقدر ما يحتاج لمن يبقى فيه ويبنيه.
وهنا تقع المسؤولية على عاتق المؤسسات المحلية والقطاع الخاص في احتضان الأفكار الشابة ودعمها بالمشورة، التدريب، والتمويل.
فكل مبادرة شبابية ناجحة هي استثمار في مستقبل محافظة سلفيت، لا في مشروعٍ مؤقت.
شراكة الأجيال… بوابة النهضة الحقيقية
نهضة محافظة سلفيت لا يمكن أن تتحقق إلا بتكامل الجهود بين جيل الخبرة وجيل الحلم.
فالشباب بحاجة إلى من يؤمن بهم، إلى من يفتح لهم الأبواب لا من يغلقها، إلى من يرى فيهم شركاء لا منافسين.
القيادة الواعية هي التي تُطلق طاقات الشباب لا التي تُقيّدها.
من هنا تبدأ الحكاية
إنها ليست دعوة للتفاؤل فحسب، بل نداء للعمل.
كل فكرة، كل مشروع، كل تطوّع، كل مبادرة صغيرة يمكن أن تكون نواة لتغييرٍ كبير.
فيا شباب محافظة سلفيت:
كونوا أنتم الأمل في زمنٍ يختبر صبرنا، والضوء في دربٍ تغمره التحديات.
محافظة سلفيت لا تنتظر الأبطال من الخارج…
هي تنتظر أبناءها لينهضوا بها، بفكرهم، بوعيهم، وبحُبّهم لهذه الأرض التي علمتنا أن الجذور، مهما حاولوا اقتلاعها، تبقى تمتدّ عميقًا في التراب.
“محافظة سلفيت… طاقة الشباب لا تنطفئ”