
تحليلي لرد حماس على خطة ترامب (وجهة نظر)… ، بقلم : د. دانييلا القرعان
من وجهة نظري، ردّ حماس على مبادرة ترامب يبدو بأنه متحفّظ إلى حد كبير، لا موافقة مطلقة ولا رفض قاطع بل مزيج من قبول مشروط وتفاوض ومناورة، دليلي على التحفظ فإن الموافقة على بعض البنود مع تحفظاتها على الأخرى، ففي البيان الصادر، أعلنت أنها موافقة على إطلاق كل الأسرى وفق صيغة التبادل كما وردت في المقترح وتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة تكنوقراط بحسب التوافق الوطني، لكنها أيضاً قالت: أن ما ورد في المقترح من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل غزة وبحقوق الشعب الفلسطيني الأصيل مرتبطة بموقف وطني جامع يتم مناقشته من خلال إطار وطني فلسطيني جامع، وهذا يعني بأنها لا تقبل بالمقترح بالكامل، بل تضع شروطًا ومقترحات للتعديل.
وطلبت حماس زمنًا إضافيًا لدراسة الخطة وتوضيح بعض البنود خصوصًا بما يتعلق بنزع السلاح وإبعاد كوادر وغيرها من القضايا الحساسة، وهذا السلوك يشير إلى أنها لا ترفض فورًا، لكنها ليست جاهزة للموافقة دون ضمانات أو تعديلات.
وفي بيانها أكدت أنها ستساهم بمناقشة القضايا المرتبطة بالخطة في “إطار وطني جامع” مع القوى والفصائل الفلسطينية، أي ليس بموقف أحادي، هذا يعكس رغبة في ألا تكون الخطة دون شرعية فصائلية أو توافق فلسطيني أوسع.
ولو نظرنا إلى التقارير الإعلامية فإن بعضها يتحدث عن أن حماس ستقبل ببعض البنود لكن مع تقديم تعديلات، خصوصًا على البنود التي تمس سلاحها أو الوجود العسكري لها، كما يُذكر أنها لا ترفض المقترح كليًا لكنه “مليء بالعقد” وتحتاج لوقت للتعامل مع البنود العصيّة.
إذاً هي موافقة لكن ليس بالكامل والا كانت حماس قبلت المقترح فورًا دون ملاحظات أو تأجيل، وبالوقت نفسه لا نرى رفضًا قاطعًا، والا لكان البيان يتضمن نفيًا شديد اللهجة لكل بنود الخطة، فالرد لا يتضمن موافقة بالكامل ولا رفض قاطع، والأيام القادمة ستكون حبلى بالتحليلات.