12:11 صباحًا / 5 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

غزة .. ، قلب فلسطين الذي لا يقبل الوصاية ، بقلم : محمد علوش

غزة.. قلب فلسطين الذي لا يقبل الوصاية ، بقلم : محمد علوش

غزة ليست تفصيلاً جغرافياً ولا مجرد ساحة نزاع، بل هي قلب فلسطين النابض، وجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة، ولا دولة فلسطينية بدون غزة، ولا مكان لأي وصاية دولية أو إقليمية عليها، فهي ستبقى تحت الولاية السياسية والقانونية لدولة فلسطين، كما جسّدها المشروع الوطني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.


اليوم، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، تطفو إلى السطح مشاريع سياسية تحاول فرض واقع جديد، أبرزها ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطة لإنهاء الحرب، وما تسرب حول إمكانية تولي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إدارة ما يسمى بـ “مجلس السلام” في غزة، وهذه الطروحات تفتح باباً خطيراً، هل المطلوب أن تبقى غزة حاضنة النضال الوطني، أم أن تتحول إلى ساحة لتقاسم النفوذ الدولي على حساب السيادة الفلسطينية؟


إن استدعاء شخصية مثل بلير، الذي عرف بانحيازه السافر لإسرائيل وفقد مصداقيته لدى الفلسطينيين، ليس خطوة إدارية بريئة، بل محاولة لضرب القرار الوطني المستقل وإخضاع غزة لإدارة خارجية، وهذا وحده كافٍ لإشعال ناقوس الخطر، وللتأكيد أن معركة السيادة لا تقل أهمية عن معركة الصمود في وجه الاحتلال.


ترامب الذي يرى في بلير “رجل سلام” قادر على إصلاح السلطة الفلسطينية والإشراف على غزة، يتجاهل حقيقة أن فلسطين ليست ملفاً إنسانياً يدار بالوصاية، بل قضية تحرر وطني، ومن هنا يبرز السؤال، أي معنى لسلام تديره قوى انحازت تاريخياً للاحتلال، وأي قيمة لإصلاحات تفرض من الخارج فيما يناضل الشعب الفلسطيني منذ عقود ليقرر مصيره بنفسه؟


ما سُمّي بخطة “النقاط 21” لا يعدو كونه إعادة إنتاج لرؤية استعمارية مرفوضة، نصفها مرفوض حتى من حكومة الاحتلال، التي ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعتبرها “تهديداً لأمنها”، فيما النصف الآخر يتحدث عن مساعدات وإصلاحات وتنمية مشروطة برقابة إسرائيلية كاملة، ما يعني استمرار السيطرة على حياة الفلسطينيين بدلاً من تحريرها.


إن غزة ليست معزولة عن الضفة أو القدس، وإن أي محاولة للتعامل معها ككيان منفصل هي عدوان على وحدة شعبنا وأرضنا، فالقطاع ليس مجرد “ملف إنساني”، بل جزء أصيل من مسيرة التحرر الوطني، وأي إدارة أو ترتيبات تخصه لا بد أن تكون فلسطينية خالصة، منبثقة من الإرادة الوطنية الجامعة، وضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية.


غزة إذن، تحت الحصار والعدوان، لكنها ليست تحت الوصاية ولن تكون، وهي عنوان للصمود، ودرع لوحدة الوطن، وركيزة أساسية في الدولة الفلسطينية المستقلة، وستظل، برغم الدم والركام، قلب فلسطين الحر الذي لا يقبل المساومة، وراية النضال التي لن تنكسر حتى يتحقق حلم الاستقلال والحرية.

شاهد أيضاً

اتحاد نضال العمال الفلسطيني

اتحاد نضال العمال الفلسطيني يدين اقتحام مقر اتحاد نقابات عمال فلسطين في قلقيلية وسرقة محتوياته

شفا – أدان اتحاد نضال العمال الفلسطيني بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم مقر …