شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
التكنولوجيا الحيوية الصينية تغيّر قواعد اللعبة في الرعاية الصحية العالمية ، بقلم : تيان جيانينغ
ظهرت قوة جديدة في علاج السرطان والسكري وأمراض القلب تغيّر خيارات المرضى. في الماضي، كانت هذه الأمراض تعني تكاليف باهظة وعلاجات محدودة، لكن عددا متزايدا من الأدوية المبتكرة القادمة من الصين بدأ يدخل الأسواق بسرعة أكبر وبأسعار أقل. فعلى سبيل المثال، أظهر دواء مضاد للسرطان طورته شركة Akeso نتائج سريرية أفضل من الدواء الأمريكي الشهير Keytruda، حتى وُصف بأنه “لحظة DeepSeek للتكنولوجيا الحيوية الصينية”. وقد أثار ذلك اهتمام المستثمرين الدوليين وأعاد الأمل للمرضى.
قصص مشابهة تتكرر باستمرار. فقد طورت شركة “Legend Biotech” علاجا بالخلايا الجذعية قادرا على شفاء نوع قاتل من سرطان الدم، وقد أدخلته شركة “جونسون آند جونسون” الأمريكية إلى الأسواق العالمية بعد أن حصل على عدة مراجعات مسرّعة وتفوّق على العلاجات الأمريكية المماثلة. أما شركة “LikangLife Sciences” فتعتمد تقنية تعديل الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) لتطوير لقاح مضاد للأورام يُجرى اختباره حاليا في بعض المناطق الصينية، بهدف تنشيط الجهاز المناعي للقضاء على الخلايا السرطانية. العلاجات التي كانت تُعتبر بعيدة المنال أصبحت اليوم تخرج من الصين إلى العالم بوتيرة متزايدة.
هذا التحول لم يكن صدفة. فقد استثمرت الصين خلال العشرين عاما الماضية مبالغ ضخمة في علوم الحياة، وأصلحت أنظمتها الرقابية، ووفرت بيئة مواتية للعلماء الشباب. وتُعد شركة “WuXi AppTec” مثالا بارزا على ذلك، إذ توفر خدمات شاملة للبحث والتطوير في مجال الأدوية للعملاء العالميين، مما يحسّن العملية بأكملها بدءًا من الاكتشاف المبكر للأدوية وتوظيف المواهب وصولًا إلى إنتاج الأدوية. ويُعتقد أنها شاركت في تطوير ما يقرب من ربع الأدوية الأمريكية. وقد دعمت منصات مثل هذه الابتكار المحلي في الصين ونسجت البلاد بشكل وثيق في سلسلة القيمة العالمية.
الأرقام تكشف عن قفزة تكاد تكون “هائلة”. ففي عام 2024، قفز عدد الأدوية الجديدة في الصين إلى أكثر من 1250 دواء في مرحلة التطوير، مقتربا من الولايات المتحدة التي بلغ عددها 1440 دواء، متجاوزا بكثير الاتحاد الأوروبي. وفي العام نفسه، تمت الموافقة على 93 دواء جديدا في الصين، وهو أعلى رقم خلال خمس سنوات. وباتت الصين اليوم ثاني أكبر سوق للأدوية في العالم، حيث تنبع منها حوالي 30٪ من جميع الأدوية المبتكرة قيد التطوير عالميا. كما أن السوق الدولية تُظهر موافقتها من خلال الإجراءات: ففي شهر مايو من هذا العام، وقعت شركة Pfizer وشركة 3S Bio الصينية اتفاقية تعاون بقيمة تصل إلى 1.2 مليار دولار، وخلال العامين الماضيين، أبرمت شركة AstraZeneca اتفاقيات تفويض مع أكثر من عشر شركات أدوية صينية مبتكرة.
كما حازت قفزة جودة الأدوية الصينية على تقدير من هيئات الرقابة الدولية مثلإدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية. وصرح علي باشازاده، المؤسس والمدير العام لشركة الاستشارات الصحية البريطانية Treehill Partners، بوضوح: “في المستقبل، حقيقة أن الصين لديها ابتكارات عالية الجودة في مجال التكنولوجيا الحيوية لن تكون أمرا جديدًا، بل ستكون هي وضعا طبيعيا”. فمن بين الشركات الخمسين التي لديها أكبر عدد من الأدوية الجديدة المرشحة على مستوى العالم، هناك الآن 20 شركة من الصين، مقارنة بخمس شركات فقط قبل خمس سنوات.
على الصعيد العالمي، هذا “التسارع” من الصين لا يدل فقط على تحول في المشهد الصناعي، بل يعني أيضًا رفاهية حقيقية لمئات الملايين من المرضى. فقد يحصل المرضى الأمريكيون على علاجات أرخص للسرطان والسكري مع دخول المزيد من الأدوية الصينية الصنع إلى السوق، وقد يرى مرضى الأمراض النادرة في البلدان النامية خيارات علاج ميسورة التكلفة لأول مرة. إن صعود صناعة الأدوية الحيوية في الصين لا يجلب المنافسة فحسب، بل يجلب أيضا العدالة والأمل.
وقد شدد الرئيس شي جين بينغ مرارا على أن الابتكار هو القوة الدافعة الأولى للتنمية. واليوم، يتجلى هذا المفهوم بأوضح صوره في صناعة الطب الحيوي الصينية. فمع إطلاق المزيد من التجارب السريرية، وإبرام المزيد من الشراكات الدولية، ودخول المزيد من الأدوية إلى الأسواق العالمية، أصبحت الصين قوة فاعلة في إعادة رسم خريطة الصحة العالمية. فالأمراض لا تعرف الحدود، والعلاجات لا ينبغي أن تحدها الجغرافيا. وإذا ما تُرجِم هذا التسارع إلى نتائج مشتركة عبر آليات التعاون، فإن مستقبل الرعاية الصحية العالمية قد يكون أكثر إشراقا من أي وقت مضى.
(ملاحظة) اقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة
