6:49 مساءً / 28 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

هل الموظف المثالي (سقالة) ؟ بقلم : الأستاذة إيمان مرشد حمّاد

هل الموظف المثالي (سقالة) ؟ بقلم : الأستاذة إيمان مرشد حمّاد

لا بد أنكم تعرفون معنى (السقالة) التي يقف عليها عمال البناء والقصارة ليصلوا إلى الطوابق المرتفعة في العمارات ، وهذا يعني أن العامل لا يستطيع أن يصل إلى مكانه المنشود دون (سقالة) توصله إلى هدفه.

اما في المؤسسات (فالسقالة) مجازياً هي الموظف المجتهد المثابر الذي يعمل بجد في كل مهمة تُوكل إليه
، فإذا استلم مكاناً ما في مؤسسة أو مدرسة أو مصنع أو أياً كانت المنشأة التي سيستلمها تجدهُ يعمل بكل تفانٍ وإخلاص ويؤثر المؤسسة التي يعمل فيها على نفسه وعائلته، ويمنحها من صحته ودمه حتى تنهض على قدميها.

وتقسم (السقالة) إلى ثلاثة أنواع : أولاً : (السقالة) الطيبة والساذجة التي تعمل بجد ومثابرة دون أن تدري انها مجرد (سقالة) ستؤدي الغرض منها ثم سيتم التخلص منها دون الشعور حتى بتأنيب الضمير. ومن مزايا هذه (السقالة) أنها لا تشكو ولا تحتج على الظلم والاستغلال، لذا تجدها مفضلة لدى المتسلقين والزئبقين لأنها تّستَغَل ولا يُخشى من أذاها أو إفشاء أسرار المنتفع.

ثانياً: (السقالة) الخلوقة والذكية التي تعمل لوجه الله تعالى. صحيحأ إنها تفهم إنها تُستغل، ولكن بعد فوات الأوان ولو سألنا هذه الشخصية عن شعورها لقالت: ” انا اعمل ما يمليه علي ضميري ولا أندم على المعروف حتى لو وقع في غير أهله. وهذا النوع يعاني أشد المعاناة ولكنه لا يؤذي من اذاه ولا يطالب بما سُرق منه.

ثالثا: (السقالة) التي تثور على سرقة جهدها وتعبها وتملأ المؤسسة بالكلام مُحاولةً شرح ما حدث وتريد أن تأخذ حقها ، ولكن من صعد على هذه السقالة( واصل ) ولا يخيفه قرع الطبول مهما علا صوتها.

بالمحصلة هناك (سقالة ) تُستغل بغض النظر عن نوعها لان أحدهم كما كانت تقول جدتي ” يحب الأكل بس ما بحب رد القدر ” بمعنى انه يريد المكاسب ولا يريد أن يدفع ثمنها من تعبه وجهده بل يريد أن يصعد على ظهور الآخرين.

اما سبب وجود متسلقي ( السقالة) فهو المحسوبية والمحاباة وانعدام المساءلة. لذا تجد الزئبقين يدخلون الوعاء الذي يريدونه وطبعا الزئبق يأخذ شكل الوعاء الذي يُوضع به ويصبح المكان الذي هيأه الآخرون له ملكه. وبعد فتره قصيره من الركود يتحرك الزئبق ويصدق نفسه بأنه هو صاحب الوعاء وهو الذي صنعه فأحسنَ صنعته.

وعندما يدخل القصر (مبارح) العصر، تراه ينهض من سباته ويحط بأجنحته على المكان الذي تعب فيه من سبقه، الموظف (السقالة) ، ويسرقُ إنجازاته وأعماله وينسبها لنفسه ، والمصيبة انه يكذب الكذبة ويصدقها ويصبح هو ملك المكان ومعجزة الزمان .

والنتيجة هي أن فرعون لا يجد من يرده أو من يُذكره بمن سبقه وبمن فرش له طريق الإنجازات المسروقة لأن الناس تمتثل للمقولة الشعبية القائلة : ( الي يتزوج إمي هو عمي) . والمحزن ان من قدّم وضحى لا يتلقى أي دعم أو امتنان ممن ساعدهم وبذل وقته وجهده لهم . بل قد يصبح بعضهم من المصفقين لسارق الإنجازات لأن الناس مصالح.

إذن ، ( السقالة) ليست فقط ذلك الهيكل المؤقت الذي يُصنع غالبًا من الحديد أو الخشب، ويُستخدم أثناء أعمال البناء أو الترميم ليقف عليه العمال ويصلوا إلى الأجزاء العالية من المبنى، بل قد تكون إنساناً من لحم ودم يقف عليه المتسلقون ليصلوا إلى مواقع لم يكونوا ببالغيها بإمكاناتهم وقدراتهم. فتجدهم يقفون بعيدا يراقبون حتى تُنصب ( السقالة) ثم يدفعون الواقف عليها ليحلوا محله دون وجه حق وبدلاً من التكريم يتم الاستغناء عنه وإيذائه وسرقة مجهوده.

إذن ما العمل؟ المنطق هو ان يرفض المثابرون دور ( السقالة) مهما كانت الظروف ، ولكن هل هذا قابل للتطبيق على ارض الواقع حيث يسود قانون الغاب؟؟؟
سؤال برسم الإجابة يصدح صداه في الأفق.


إيمان مرشد حمّاد

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …