
شفا – ترحب الجبهة العربية الفلسطينية بالبيان المشترك الصادر عن رئاسة المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي جاء ليؤكد أن المجتمع الدولي بات أكثر إدراكًا لخطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي ولضرورة التحرك العاجل لوضع حد لسياسات القتل والتدمير والإبادة التي يتعرض لها شعبنا، خاصة في قطاع غزة، وفي ظل تصاعد الاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية.
وقالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، إن اعتماد إعلان نيويورك، والاعتراف الرسمي من قبل مجموعة واسعة من الدول بدولة فلسطين، وفي مقدمتها المملكة المتحدة وأستراليا وكندا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا والبرتغال وغيرها، يمثل نقلة نوعية في مسار الاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية الفلسطينية. وهو تعبير عن قناعة متزايدة لدى المجتمع الدولي بأن غياب الدولة الفلسطينية المستقلة لم يعد يشكل خطرا على الفلسطينيين وحدهم، بل على الاستقرار الإقليمي والدولي برمته.
ترى الجبهة أن ما تحقق في هذا المؤتمر هو انعكاس لتضحيات الشعب الفلسطيني على مدى عقود من النضال، وهو في ذات الوقت رسالة واضحة للاحتلال بأن محاولاته فرض سياسة الأمر الواقع عبر القوة العسكرية والحصار والاستيطان والتهجير لن تجد لها شرعية، بل ستقابل بوعي عالمي يتعاظم يوما بعد يوم.
وتؤكد الجبهة أن مسؤولية المجتمع الدولي لا تقف عند حدود الاعتراف أو إصدار البيانات، بل تقتضي الانتقال الفوري إلى خطوات عملية تلزم الاحتلال بوقف عدوانه وانسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية، ووقف الاستيطان، وإلغاء مشاريع الضم، ورفع الحصار عن غزة، بما يمهد لتجسيد الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تدعو الجبهة الدول التي لم تتخذ بعد خطوة الاعتراف إلى مراجعة سياساتها، والوقوف إلى جانب العدالة الدولية، والانحياز إلى الضمير الإنساني الذي يرفض استمرار المأساة الفلسطينية. فاليوم، ومع تنامي الاعترافات بدولة فلسطين، يثبت أن الشرعية الدولية لا يمكن أن تبقى رهينة الفيتو الإسرائيلي – الأمريكي، وأن إرادة الشعوب الحرة أقدر على صناعة التحولات التاريخية.
إن الجبهة العربية الفلسطينية إذ تثمّن هذه الخطوات الدولية، تؤكد أن نضال شعبنا سيستمر حتى يحقق أهدافه كاملة في الحرية والاستقلال والعودة، وتدعو جماهير شعبنا وفصائله كافة إلى التمسك بالوحدة الوطنية كشرط لا غنى عنه لمواجهة الاحتلال، وتعظيم الاستفادة من هذا الزخم الدولي المتجدد.