2:19 مساءً / 22 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

التدقيق الاستراتيجي وحوكمة الموارد البشرية ، مسار التحول نحو التمكين وتعزيز الأثر المؤسسي ، بقلم : د. عمر السلخي

التدقيق الاستراتيجي وحوكمة الموارد البشرية ، مسار التحول نحو التمكين وتعزيز الأثر المؤسسي ، بقلم : د. عمر السلخي

بين النظرية والتحدي الفلسطيني

في فلسطين، حيث تواجه المؤسسات الرسمية والأهلية تحديات متشابكة من الاحتلال وتقييد الموارد ، تصبح الموارد البشرية رأس المال الأثمن ، وهنا يبرز التدقيق الاستراتيجي وحوكمة الموارد البشرية كمسار إلزامي لمؤسساتنا، ليس فقط من أجل الامتثال للأنظمة، بل من أجل التمكين الحقيقي للموظف الفلسطيني وصناعة أثر مجتمعي ومؤسسي مستدام.

التدقيق الاستراتيجي ضرورة ملحة

البيئة الفلسطينية غير مستقرة: إغلاقات، قيود مالية، وضغوط سياسية ، كل ذلك يتطلب من المؤسسات فحصاً دورياً لاستراتيجياتها البشرية. التدقيق الاستراتيجي هنا يعني الإجابة على أسئلة مثل:

كيف يمكن توظيف الكفاءات الفلسطينية محلياً رغم محدودية الفرص؟

هل تتناسب برامج التدريب مع احتياجات السوق في ظل الحصار وتقلّب الاقتصاد؟

ما مدى قدرة الكوادر الشابة على قيادة المرحلة المقبلة؟

هذه المراجعات ليست نظرية، بل هي شرط للاستمرار والبقاء في بيئة مليئة بالمخاطر.

الحوكمة: الشفافية لمواجهة الفساد والمحسوبية

المجتمع الفلسطيني بحاجة لمؤسسات عادلة وشفافة ، تطبيق مبادئ الحوكمة في التوظيف والترقية والتوزيع العادل للفرص يقطع الطريق أمام المحسوبية والواسطة التي أضعفت ثقة الناس. عندما يشعر الموظف بأن جهده هو معيار التقدم، تصبح المؤسسة أكثر قدرة على استقطاب العقول والكفاءات، وهو ما تحتاجه فلسطين لبناء مؤسسات قوية قادرة على الصمود.

من الامتثال إلى التمكين: استثمار في الشباب

فلسطين بلد فتيّ؛ أكثر من نصف سكانها من الشباب، لكن كثيراً منهم يشعر بالتهميش أو يضطر للهجرة بحثاً عن فرص ، هنا يأتي التمكين كفلسفة عمل: إعطاء الشباب مساحة لصنع القرار، إدماجهم في الإدارة العامة، وتزويدهم بالمهارات الرقمية والقيادية. التمكين في السياق الفلسطيني يعني تحويل الشباب من متلقين للسياسات إلى شركاء في صناعتها.

الأثر المؤسسي: خدمة المجتمع وتعزيز الصمود

المؤسسات الفلسطينية ليست كيانات معزولة، بل هي جزء من نسيج مجتمعي يقاوم الاستيطان ويواجه الاحتلال، الأثر المؤسسي هنا يتجاوز الأرباح والإنجازات الداخلية ليصل إلى تعزيز صمود المواطن، تحسين الخدمات التعليمية والصحية، وإيجاد بيئة عمل توفر الأمان الاجتماعي. كل مؤسسة فلسطينية تنجح في تطبيق التدقيق الاستراتيجي والحوكمة تسهم بشكل مباشر في تعزيز الثبات الوطني.

نحو نموذج فلسطيني ملهم

إن ربط التدقيق الاستراتيجي بحوكمة الموارد البشرية في الواقع الفلسطيني هو ضرورة وجودية ، فالمؤسسة التي تستثمر في الإنسان الفلسطيني، تمكّنه وتمنحه الثقة، تضع حجر الأساس لبناء نموذج مؤسسي ملهم، يثبت أن إدارة الموارد البشرية ليست إدارة للملفات فقط، بل إدارة للمستقبل في ظل تحديات الاحتلال والحصار.

شاهد أيضاً

رئيس الصين شي يرسل التهاني قبيل حلول مهرجان حصاد المزارعين الصينيين

شفا – قدّم شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، التهاني وأطيب …