
حين يهاجر الصمت ، بقلم : سلمى حداد
أرحلُ…
لا كمن يطوي خريطةً من ورق
بل كمن يُطفئ آخر نجمٍ
في قنديل ذاكرته.
الخطى تتناسلُ من قدميّ
كطيورٍ خرساء
تسقطُ في صحراءٍ لا ظلَّ لها
والأرضُ تنكمشُ
كما لو كانت نايًا
يعزف لحنه الأخير.
هل يُغادرُ الجسدُ جسدَه؟
أم أنّ الرحيلَ
محضُ استعارةٍ للهواء
حين يغيّرُ أسماءه؟
أمدُّ يديَّ نحو ما تبقّى مني
فلا أجد سوى ارتجافٍ
يشبهُ غصنًا
رفض أن ينحني للعاصفة.
أتركُ عينيّ معلّقتين على جدار الغياب
كإشارتين غامضتين
تقرآنِ العالمَ بالمقلوب
وتهمسانِ:
الرحيلُ ليس مغادرةً
بل لحظةٌ يُعيد فيها الليل
ترتيبَ نفسه في جسدي.