
النضال الفلسطيني حق مشروع للتحرر الوطني وإنهاء الاحتلال ، بقلم : عمران الخطيب
تستطيع “إسرائيل” كدولة احتلال أن تضم الضفة الغربية وتعيد احتلال قطاع غزة بدعم وإسناد من الإدارة الأمريكية ودولة العميقة التي تمتلك مختلف الإمكانيات. وعلى الرغم من ذلك، فإن إمكانيات الشعب الفلسطيني، على تواضعها، تظل صامدة أمام الموقف الأمريكي المنحاز لـ”إسرائيل”.
وقد أثبتت نتائج العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أن معظم دول العالم تقف عاجزة أمام وقف الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من عامين، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، نتيجة للموقف الأمريكي المنحاز” للاسرائيل “
ورغم استمرار العدوان والتطهير العرقي الذي يتعرض له الفلسطينيون، فقد حقق الشعب الفلسطيني إنجازين مهمين:
أولاً: التضامن الدولي والشعبي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني
يتجلى ذلك في ازدياد عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، حيث بلغ عددها 149 دولة، ويُتوقع أن تشهد الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة خطوات إضافية في هذا السياق. هذا الاعتراف لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة نضال تراكمي بدأ منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة من خلال حركة “فتح” وجناحها العسكري “قوات العاصفة”.
فقد شكلت معركة الكرامة بعد هزيمة حزيران 1967 نقطة تحول في مسار الثورةالفلسطينية، حيث خاضتها حركة “فتح” إلى جانب الجيش العربي الأردني، وكانت بداية فعلية للعمل المقاوم.
ثانياً: الحراك السياسي والدبلوماسي
رافق العمل المسلح نشاط سياسي ودبلوماسي مدعوم من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث شارك القائد الشهيد ياسر عرفات في أول زيارة للاتحاد السوفيتي، ثم بدأت العلاقات الدبلوماسية تتوسع مع دول المنظومة الاشتراكية، وانضمت منظمة التحرير الفلسطينية إلى حركة عدم الانحياز، لتبدأ مرحلة جديدة من الكفاح السياسي والدبلوماسي من خلال منظمة التحرير الفلسطينية والتي بدأت بمكاتب لمنظمة واسفرات عن سفارات لدولة فلسطين إلى جانب المقاومة بكافة أشكالها.
لذلك، فإن الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وانضمامها للمنظمات الدولية، أثار ردود فعل غاضبة من الإدارة الأمريكية التي أقدمت على إلغاء تأشيرات الوفد الفلسطيني، في خطوة تعكس انحيازها الكامل “لإسرائيل”
تصاعد الاعتراف الدولي رغم الضغوط
ورغم الموقف الأمريكي، فقد أعلنت دول مثل فرنسا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وغيرها، عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين، ما شكل رد فعل إيجابيًا يضاف إلى الجهود الفلسطينية المتواصلة.
وفي هذا السياق، تصاعدت التصريحات العنصرية الإسرائيلية، حيث وصف عضو الكنيست أوشير شكاليم السلطة الفلسطينية بأنها “نازية وإرهابية”، واعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن “أبو مازن أخطر بكثير من حماس”، مضيفًا: “لا يمكن لدولة “إسرائيل” أن تقبل بسلطة فلسطينية تربي أبناءها على قتل اليهود”، في إشارة إلى العمليات التي خرج منفذوها من مدن مثل رفح وبيت حانون.
الاحتلال لا يحقق الأمن” لإسرائيل”
من الواضح أن إعادة احتلال غزة أو ضم الضفة الغربية، على غرار ضم القدس وهضبة الجولان السوري، لن تمكن “إسرائيل” من تحقيق الأمن، كما تُظهر ذلك العمليات البطولية، مثل عملية القدس الأخيرة، التي نفذها أسرى محررون من سجون الاحتلال. وكم تحقق المقاومة بقطاع غزة من إلحاق الخسائر بجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي فشل في إنهاء المقاومة رغم حجم الخسائر البشرية للمواطنين بقطاع غزة.
لذلك، فإن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن مقاومته المشروعة بكافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك العمل الدبلوماسي، الذي يشكل أحد أهم أشكال النضال.
مواجهة حملات التشكيك والتضليل
ورغم الجهود الفلسطينية، هناك من يسعى إلى الفتنه وتعميق الانقسام، من خلال تبني خطاب هدام عبر وسائل الإعلام، خصوصًا من بعض المحللين والكتّاب الذين يعيشون على “ذريعة المقاومة الإعلامية”، مقابل دعم مالي من بعض القنوات مثل “الجزيرة” وأخواتها.
إن مسؤوليتنا الوطنية تتطلب حماية المشروع الوطني الفلسطيني، وتعزيز وحدة مكونات شعبنا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
كلمة أخيرة
هزيمة المشروع الصهيوني الفاشي تتطلب توحيد الصفوف، وتفعيل كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والمقاومة الشعبية من أجل تحقيق الأهداف الوطنية، وعلى رأسها الاعتراف الكامل بدولة فلسطين.
عمران الخطيب