3:15 صباحًا / 7 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

حتى لا تسرق الثورة ، ما المطلوب من أبناء فتح في هذه المرحلة؟ ، بقلم : د. عبد الله كميل

فتح هي الحركة التي تشبه شعبها .. وفتح هي الحركة التي لا حرب بدونها ولا سلم بدونها ولا انتفاضه بدونها .. هي الحركة التي آمنت بمبدأ (نموت ليحيى شعبنا ) هي الحركة التي تضع دوما في حساباتها بكل مراحل النضال ميزان الربح والخسارة مع الاعداء فمصلحه الشعب اهم من التصفيق للحركة ..


والان حيث تمر قضيتنا الفلسطينية في واحدة من أدق المراحل وأكثرها خطورة، حيث يواصل الاحتلال جرائمه بحق شعبنا في غزة والضفة، ويعمل بكل الوسائل على تكريس الاستيطان وسرقة الأرض ومحاولة طمس الهوية الوطنية الفلسطينية. وفي ظل هذا الواقع، تتضاعف مسؤولية أبناء حركة فتح الذين شكلوا منذ انطلاقتها درع المشروع الوطني الفلسطيني، وحملوا على أكتافهم هموم الشعب وأحلامه بالحرية والاستقلال.


إن أول ما يُطلب من أبناء الحركة اليوم هو صون وحدتها الداخلية، فالانقسام والخلافات لا تجلب سوى الضعف، بينما الوحدة تصنع القوة، وتعيد الاعتبار لفتح كحركة جماهيرية قادرة على قيادة المشهد. لا مكان للمصالح الضيقة ولا للأنانية، بل المطلوب التفاف حقيقي حول البرنامج الوطني، ليبقى صوت فتح هو الجامع، ورايتها هي الموحّدة.


وفي الوقت نفسه، تبقى مهمة حماية المشروع الوطني الفلسطيني أمانة كبرى على عاتق الفتحاويين. ففتح لم تكن يوماً تنظيماً سياسياً محدوداً، بل كانت المشروع الوطني ذاته، وكانت الهوية الجامعة للشعب الفلسطيني. وهي الحركة الوحيدة التي صانت استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ..ومن هنا، فإن أبناءها مدعوون للدفاع عن الثوابت، ومواجهة كل محاولات الالتفاف أو التذويب التي تستهدف قضيتنا، والتصدي لمخططات الاحتلال الذي يريد سرقة الأرض وإلغاء الرواية الفلسطينية.


أما العلاقة مع الجماهير فهي جوهر وجود فتح. لقد وُلدت الحركة من رحم الشعب، ومن ساحات النضال والمخيمات والشوارع والقرى والمدن . ومن هنا فإن الفتحاوي الحقيقي هو الذي يلتصق بأهله، يشاركهم آلامهم وآمالهم، يدافع عنهم في وجه اعتداءات المستوطنين، يقف بجانب الأسرى وذوي الشهداء والجرحى، ويمد يده لزراعة الأمل وسط هذا الليل الطويل.


ولا يمكن لحركة قادت مسيرة شعب على مدار عقود أن تبقى قوية إلا بتجديد دمائها وإشراك شبابها. إن أبناء فتح مطالبون بفتح الأبواب أمام الطاقات الجديدة، وإعطائها الفرصة لتتحمل المسؤولية وتبدع في ميادين السياسة والإعلام والمقاومة الشعبية والتنظيم. الشباب هم وقود المرحلة، وهم القادرون على صناعة خطاب عصري يواكب التحديات ويصل إلى كل بيت وشارع وساحة.


كما أن روح فتح الحقيقية كانت وما زالت تقوم على الشراكة الوطنية، فهي لم تنغلق على ذاتها، بل كانت مشروع الشعب الفلسطيني كله. لذلك فإن تعزيز جسور التواصل مع مختلف القوى الوطنية ضرورة حتمية، لأن المعركة مع الاحتلال أكبر من أن يخوضها فصيل واحد. إن العمل المشترك، ووحدة الميدان، وتكامل الأدوار هي السبيل لمواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته وذلك وفق برنامج يأخذ بعين الاعتبار تراكم الانجاز بآليات وطنيه متفق عليها في اطار مقاومه شعبيه تحرج العدو وتجنب شعبنا حرب الإبادة …


إن أبناء فتح اليوم أمام امتحان تاريخي، فإما أن يكونوا أمناء على تضحيات الشهداء والأسرى وصمود أبناء شعبهم، وإما أن يسمحوا للعابثين بسرقة الحلم الوطني. إن وفاءهم لتاريخ الحركة يفرض عليهم أن يكونوا حراساً للراية التي رفرفت منذ الطلقة الأولى، وأن يظلوا الطليعة التي لا تعرف الانكسار، حتى يتحقق الحلم الفلسطيني بدولة مستقلة وعاصمتها القدس.


واخيرا على ابناء فتح ان يعتمدوا النقد والنقد الذاتي بعيدا عن وسائل الاعلام او التواصل الاجتماعي فالإصلاح دوما يتم عبر الاطر وليس عبر الفضاءات المفتوحة ..

  • – : د. عبد الله كميل – عضو المجلس الثوري لحركة فتح.

شاهد أيضاً

شهيدان ومصابون بقصف الاحتلال غزة وخان يونس

شفا – استشهد مواطنان وأصيب آخرون، الليلة، بعد قصف الاحتلال مدينتي غزة وخان يونس. وأفاد …