2:02 صباحًا / 7 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

هل فقدنا ثقافة الحوار في بيوتنا ؟ بقلم : هدى زوين

هل فقدنا ثقافة الحوار في بيوتنا ؟ بقلم : هدى زوين

الحوار ليس مجرد كلمات نتبادلها، بل هو جسر يبني الثقة، ووسيلة تربط القلوب وتجمع العقول. غير أنّ المتأمل في واقع بيوتنا اليوم، يلحظ أن هذه الثقافة بدأت تبهت شيئًا فشيئًا. فقد دخلت علينا أنماط جديدة من العيش، وسيطرت الهواتف والشاشات على الأوقات، حتى صار كل فرد يعيش في دائرة منعزلة، يتلقى من الخارج أكثر مما يتبادل مع أهل بيته.

غياب ثقافة الحوار جعل كثيرًا من الأسر تفقد الدفء الذي كان يجمعها. الأبناء لا يجدون من يسمعهم، والآباء والأمهات يظنون أن التربية تعني الأوامر، بينما الحقيقة أن التربية تبدأ من جلسة حوار هادئة، حيث يصغي الكبير للصغير، ويُسمح لكل فرد أن يعبر عن نفسه بلا خوف أو مقاطعة.

إن ضعف الحوار يترك آثارًا خطيرة: سوء فهم، فتور عاطفي، فجوة بين الأجيال، ودخول ثقافات دخيلة بلا مناعة. في المقابل، فإن البيت الذي يُبنى على الحوار، هو بيت متماسك، أفراده واثقون بأن صوتهم مسموع، وأفكارهم محترمة.

الحل ليس معقدًا. يكفي أن نعيد إحياء عادة بسيطة: جلسة يومية، ولو لعشر دقائق، بعيدًا عن الهواتف والتلفاز، فقط للحديث والإنصات. فالحوار لا يحتاج إلى وقت طويل بقدر ما يحتاج إلى صدق ورغبة في الفهم.

إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل نريد لأبنائنا أن يكبروا على ثقافة الصمت والانغلاق، أم نمنحهم فرصة أن يتعلموا لغة الحوار والاحترام منذ نعومة أظافرهم؟


الجواب بين أيدينا، وفي مجالسنا، وفي قدرتنا على إعادة الدفء إلى بيوتنا.


فالحوار هو مفتاح الدفء الأسري، فلنُحيِ هذه العادة في بيوتنا قبل أن نصحو على صمتٍ يقتل القلوب ويصنع فجوة بين الأجيال.

شاهد أيضاً

شهيدان ومصابون بقصف الاحتلال غزة وخان يونس

شفا – استشهد مواطنان وأصيب آخرون، الليلة، بعد قصف الاحتلال مدينتي غزة وخان يونس. وأفاد …