11:29 مساءً / 3 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

لماذا تقوم الصين بالاستعراض العسكري الكبير لذكرى يوم النصر؟ بقلم : وانغ مو يي

لماذا تقوم الصين بالاستعراض العسكري الكبير لذكرى يوم النصر؟ بقلم : وانغ مو يي

لماذا تقوم الصين بالاستعراض العسكري الكبير لذكرى يوم النصر؟ بقلم : وانغ مو يي

الصحفية الصينية، وانغ مو يي تطرح سؤال لماذا تقوم الصين بالاستعراض العسكري الكبير لذكرى يوم النصر؟ تجيب وانغ مو يي بمقالة معمقة بالحقائق والوقائع.

في اليوم الثالث من سبتمبر، نظمت الصين عرضًا عسكريًا كبيرًا لإحياء الذكرى الـ80 لانتصارها في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وحضره 26 من القادة الأجانب منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ أون.. وعرضت الصين سلسلة من أسلحة الجيل الجديد خلال العرض العسكري في بكين بمناسبة يوم النصر، وجميعها محلية الصنع وقيد الخدمة الفعلية. وذلك يظهر بشكل كامل قدرة الجيش الصيني القوي على الدفاع عن السيادة الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، وهو يشكل قوة ثابتة في الحفاظ على السلام العالمي.

لماذا تنظم الصين عرضًا عسكريًا كبيرًا في هذا اليوم؟

من تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 حتى عام 2015، كانت معظم العروض العسكرية في الصين تقام خلال احتفالات اليوم الوطني (الأول من أكتوبر). في عام 2015، كسرت الصين هذا التقليد لأول مرة وعقدت عرضًا عسكريًا في الثالث من سبتمبر لإحياء الذكرى الـ70 لانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، ويعد ذلك أول سابقة لعرض عسكري خارج إطار الاحتفال باليوم الوطني.

في عام 2025، الذكرى الـ80 للانتصار على الفاشية، تعقد الصين العرض العسكري “لتذكير الثالث من سبتمبر” للمرة الثانية، مما يبرز المكانة التاريخية للصين كـ”المسرح الرئيسي الشرقي للحرب العالمية ضد الفاشية”. خلال حرب مقاومة العدوان الياباني التي استمرت 14 عامًا (1931-1945)، تحملت الصين خسائر بلغت 35 مليونًا بين العسكريين والمدنيين، وهو ما يمثل حوالي ثلث إجمالي الخسائر في جميع دول الحرب العالمية الثانية، وقضت على 1.5 مليون جندي ياباني، وهو ما يمثل 70٪ من إجمالي الخسائر اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. في النهاية في 2 سبتمبرعام 1945، وقعت اليابان وثيقة الاستسلام، وتم تحديد اليوم التالي الثالث من سبتمبر كيوم الذكرى للانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني.

على الرغم من أن الصين قدمت تضحيات هائلة لتحقيق النصر النهائي، إلا أنه في الرواية الغربية المهيمنة عن الحرب العالمية الثانية، تم تهويل دور الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول بشكل مفرط، لتصبحوا الأبطال المطلق للنصر، بينما تم التعتيم عمدًا على مساهمة الصين، وإخفاؤها في زوايا التاريخ، بل ومحاولة تشويه وإخفاء المساهمة الهائلة التي قدمتها الصين في الحرب العالمية الثانية. ولا يمكن إنكار أن انتصار الحرب ضد الغزو الياباني يشكل جزءًا مهمًا من الانتصار العظيم للحرب العالمية ضد الفاشية.

إن عرض يوم النصر هذا هو تأكيد الصين على العدالة التاريخية من خلال الاستعراض العسكري، وكذلك تحية للأبطال الذين سقطوا في الحروب، وتعريف المزيد من الناس بالمساهمة الكبيرة التي قدمتها الصين في المسرح الرئيسي الشرقي للحرب العالمية ضد الفاشية.

بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2022 حتى الآن، غرق العالم في “دورة الاضطرابات الأكثر منذ الحرب العالمية الثانية”، كما أن الولايات المتحدة قامت بشكل متكرر في الاستفزاز محاولة لكسر الخطوط الحمراء للصين. لم يقتصر الأمر على التعاون مع الحلفاء لفرض عقوبات على الرقائق ضد الصين فحسب، بل شن أيضًا حروبًا تجارية وجمركية ضد الصين، بل زادت في استفزازات متكررة بشأن قضايا بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، حيث عبرت السفن الحربية الأمريكية مضيق تايوان ورفعت مستوى مبيعات الأسلحة لتايوان، في محاولة لتكرار “النموذج الأوكراني” لإثارة الفوضى في شرق آسيا. إن استقرار الصين ومنطقة شرق آسيا ليس صدفة، بل هو نتيجة الردع الاستراتيجي للقوة الشاملة للصين بما في ذلك قوتها العسكرية.

في السنوات الأخيرة، كشفت الصين بشكل متكرر عن طائرات الجيل السادس وحاملة الطائرات “فوجيان” والصواريخ فائقة السرعة والصواريخ البالستية العابرة للقارات وغيرها من الأسلحة المتقدمة. إنها تواجه تحديات أمنية معقدة وتهديدات محتملة، وترسل الصين إشارة واضحة إلى الخارج: أن الصين لديها القدرة والعزم لإفشال أي محاولات انفصالية وأي تدخل عسكري خارجي بأي شكل من الأشكال، وتوفير “درع” قوي للتنمية السلمية للبلاد.

في هذا السياق، فإن عرض الصين لقوتها العسكرية من خلال الاستعراض العسكري ليس فقط ردعًا قويًا للقوى المعادية، ولكن أيضًا يظهر العزم الراسخ لتعزيز مكانة القوة العظمى، وينقل إشارة قوية للحفاظ على السلام والاستقرار إلى العالم.

كان لدى الصين —— القوة العظمى القديمة في الشرق حكمة قديمة تقول “نسيان الحرب يسبب خطرًا، والتهور في الحرب يؤدي إلى الدمار”، وكذلك “إخضاع العدو دون قتال”.

ما هي أبرز نقاط لامعة للعرض العسكري هذا العام؟

يستمر العرض العسكري الذي يقام في 3 سبتمبر 70 دقيقة، وجميع الأسلحة والمعدات المشاركة في هذا العرض العسكري هي معدات قتال رئيسية محلية الصنع وقيد الخدمة الفعلية، ويصل عدد ونماذج المعدات المشاركة إلى المئات، العديد منها معدات جديدة تُعرض لأول مرة، ويعتبر أول ظهور ممركز لأسلحة ومعدات الجيش الصيني من الجيل الجديد بعد العرض العسكري لليوم الوطني في عام 2019.

تتكون الأسلحة والمعدات المشاركة بشكل رئيسي من معدات الجيل الرابع الجديدة، مثل أنواع جديدة من الدبابات والطائرات المحمولة على متن السفن والطائرات المقاتلة. وتم تنظيم التشكيلات وفقا لوحدات قتالية مثل مجموعة القتال البري، ومجموعة القتال البحري، ومجموعة الدفاع الجوي ومكافحة الصواريخ، ومجموعة القتال المعلوماتي، ومجموعة القتال غير المأهولة، ومجموعة الدعم اللوجستي، ومجموعة الضرب الاستراتيجي، لإظهار ما يملكه الجيش الصيني من قدرات تشغيلية قائمة على الأنظمة.

علاوة على ذلك، تتميز الأسلحة والمعدات المعروضة بذكائها وقدرتها العالية على الاعتماد على المعلومات، وسيظهر لأول مرة على نطاق كبير قوى قتال جديدة مثل الذكاء غير المأهول، والقتال تحت الماء، والهجوم والدفاع الإلكتروني، والهايبرسونيك، مما يظهر ما تتمتع به القوات المسلحة الصينية من قدرة كبيرة على التكيف مع التطور العلمي والتكنولوجي وتطور أشكال الحرب، وتحقيق النصر في حروب المستقبل.

كما يتضمن العرض العسكري أيضًا تشكيل قوات حفظ السلام، لإحياء الذكرى السنوية الـ 35 لعملية حفظ السلام الصينية، وإظهار مسؤولية الصين كدولة كبيرة في الوفاء بالالتزامات الدولية والحفاظ على السلام العالمي.

تدرك الصين قيمة السلام ولذلك تمتلك القوة الكافية للدفاع عنه، في الذكرى الـ80 للانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، تذكر الصين شعب البلاد بالتاريخ وتحيي ذكرى الضحايا من خلال عرض عسكري، وتعلن أيضًا عن موقف الشعب الصيني الثابت في حب السلام وعزم الجيش الشعبي الصيني على الدفاع عن السلام.

شاهد أيضاً

التوجيه السياسي والوطني للقدس ورام الله يبحث سبل التعاون مع جهاز المخابرات العامة

التوجيه السياسي والوطني للقدس ورام الله يبحث سبل التعاون مع جهاز المخابرات العامة

شفا – التقى المفوض السياسي لمديرية التوجيه السياسي والوطني لمحافظتي القدس ورام الله والبيرة، يوسف …