شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
المعلم الفلسطيني: رأس الحربة في معركة البقاء والتحرر ، بقلم : د. ربحي دولة
بين ركام العدوان، وتحت سماء ملبّدة بطائرات الاحتلال، يُصرّ المعلم الفلسطيني أن يبقى في الخط الأمامي للمواجهة، لا بالبندقية وحدها، بل بسلاح العلم والكلمة والموقف. إنه المعلم الذي لا يغيب، ولا يهرب من دوره، بل يخرج كل صباح إلى مدرسته رأسه مرفوعة وكرامته محفوظة، مدركًا أن معركته لا تقل أهمية عن معارك الميدان.
لقد استهدفت آلة الاحتلال منذ نشأتها الهوية الفلسطينية، وسعت بكل وسيلة إلى طمسها، وتجهيل أجيالنا، لأن أخطر ما يواجه المحتل هو شعب يعرف، يعي، ويفهم. فكان المعلم الفلسطيني هو الحامي لهذه الهوية، والحارس الأمين لذاكرة الوطن وتاريخه.
في ظل حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، لم يكن المعلم بعيدًا عن مرمى الاستهداف؛ بل كان وما زال في قلب الألم والمعاناة:
رواتب متوقفة أو منقوصه
مدارس مدمرة أو مهددة بالإغلاق
طلبة مذعورون ومكلومون
ورغم ذلك، لم يغادر المعلم الفلسطيني ميدانه. ظل يبني الأمل في قلوب طلابه، ويُعدّهم لأن يكونوا قادة المستقبل، كما فعل من سبقوه ممن خرّجوا أجيالًا اليوم هم رموز المواجهة، وأصحاب الكلمة، ومديرو المؤسسات الوطنية.
فالمعلم الفلسطيني ليس مجرد موظف، بل هو فدائي جرئ وقف منذ ما قبل نشوء السلطة في وجه محاولات الأسرلة، والتطبيع، وتزوير المناهج. حافظ على الثوابت في منهاجه، وعلى فلسطين في دفتر طالب صغير. واليوم، هو العمود الفقري لمعركة التحرر الوطني.
نعم، الوضع المالي للمعلم والموظف والعامل الفلسطيني كارثي بكل المقاييس، نتيجة العدوان المستمر، والحصار الخانق، والانقسام الذي أثقل كاهل الجميع.
ولكن لا يعني هذا أن نساوم على الموقف، أو أن نقايض بين الدور الوطني والحقوق المالية. نحن نؤمن أن الكرامة لا تتجزأ، وأنه كما نطالب بإنصاف المعلم ماديًا، فإننا نؤكد على مكانته كقائد وطني لا غنى عنه.
وسيفتتح العام الدراسي، رغم الجراح، وسيتوجه أبناؤنا وبناتنا إلى مدارسهم، مسلحين بالإرادة والتصميم على التعلم، غير آبهين بتحديات الحصار أو دمار المدارس.
لأننا ببساطة لن نرحل، وسنبقى، وسنتعلم، وسنُعلم، وسيبقى المعلم رأس الحربة في معركة الصمود والبقاء.
كاتب وسياسي فلسطيني
