10:31 مساءً / 27 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

قمة تيانجين : آلية تعاون منظمة شانغهاي للتعاون تعمل بكامل طاقتها وتمنح زخما للاقتصاد العالمي

قمة تيانجين : آلية تعاون منظمة شانغهاي للتعاون تعمل بكامل طاقتها وتمنح زخما للاقتصاد العالمي

شفا – شينخوا ، بفضل ازدهار التسوق والسياحة عبر الحدود، شهد “مركز هورغوس للتعاون الحدودي الدولي بين الصين وكازاخستان” الحيوي في الأسابيع الأخيرة تحركات متزايدة للأفراد عبر الحدود، حيث تجاوز عدد العابرين يوميا 30 ألفا.

وحتى 11 يوليو، تجاوز عدد العابرين عبر المركز، الذي تبلغ مساحته 5.6 كيلومتر مربع، 5 ملايين هذا العام، بزيادة قدرها 73 بالمئة على أساس سنوي. ويقع جزء من المركز في هورغوس بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين، وجزء منه في كازاخستان.

وبصفته منطقة نموذجية للتعاون الإقليمي في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، شهد المركز نموا متواصلا للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين أعضاء المنظمة، التي تأسست قبل 24 عاما من قِبل الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

ووفقا للمحللين، تمثل المنظمة، التي تضم عشر دول أعضاء ودولتين بصفة المراقب و14 شريكا في الحوار، ما يقرب من نصف سكان العالم وربع مساحة اليابسة العالمية ونحو ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومنذ تأسيسها في 2001، تطورت المنظمة لكي تصبح منظمة إقليمية شاملة تُسهم في تعزيز اليقين والحيوية في مشهد اقتصادي عالمي متقلب عادة.

مع اجتماع القادة من آسيا وأوروبا وإفريقيا في مدينة تيانجين الساحلية شمالي الصين يومي 31 أغسطس والأول من سبتمبر في أكبر قمة للمنظمة في التاريخ، من المتوقع أن يرسم هذا الاجتماع ملامح التنمية المستقبلية للمنظمة وأن يسهم في تعزيز حيوية الاقتصاد العالمي.

ــ علاقات اقتصادية وتجارية قوية

في القطاع الصيني من المركز الحدودي، يعرض أكثر من 2000 متجر، منها أكثر من 200 معفاة من الرسوم الجمركية، أكثر من 1000 نوع من البضائع من أكثر من 40 دولة. ويسمح لكل سائح بشراء سلع معفاة من الرسوم الجمركية بحد أقصى 8000 يوان (نحو 1125 دولارا أمريكيا) يوميا.

وقالت لين تسي شيوان، صاحبة نشاط تجاري في المركز، “تحظى منتجات مثل الشوكولاتة الكازاخستانية والقبعات التقليدية من مجموعة القازاق القومية الصينية بشعبية خاصة”، مشيرة إلى أن إيراداتها اليومية تصل إلى 100 ألف يوان في أيام الذروة.

تجسد الحيوية التجارية الكبيرة في المركز العلاقات الاقتصادية والتجارية المتنامية بين الصين وأعضاء المنظمة في الأعوام الأخيرة، حيث يمتد التعاون عبر مجالات تشمل البنية التحتية والطاقة والزراعة والتكنولوجيا.

في عام 2024 وحده، بلغ حجم تجارة الصين مع الدول الأعضاء 3.65 تريليون يوان، ما يعادل 36.3 ضعف المستوى المسجل عند تأسيس المنظمة.

واستمر الزخم القوي للتعاون التجاري هذا العام رغم تزايد الشكوك الخارجية. وأظهرت البيانات الرسمية أن إجمالي تجارة الصين مع الدول الأعضاء بلغ 2.11 تريليون يوان خلال الفترة من يناير حتى يوليو، بزيادة قدرها 3 بالمئة على أساس سنوي.

ومن الجدير بالذكر أن تجارة الصين مع الدول الأعضاء ارتفعت بنسبة 8.5 بالمئة لتصل إلى 326.05 مليار يوان في يوليو وحده، مسجلة أعلى قيمة شهرية وأعلى معدل نمو حتى الآن هذا العام.

ــ التعاون الرائد في القطاعات الناشئة

على المراعي الشاسعة في منطقة أكمولا في كازاخستان، يقف أكثر من 40 توربين رياح لتحويل الرياح إلى كهرباء نظيفة تنتقل عبر شبكة نقل إلى عاصمة البلاد، أستانا.

بدأت هذه المزرعة، التي شيدتها وشغّلتها شركة صينية، العمل في سبتمبر 2023، لتصبح أكبر مزرعة رياح في آسيا الوسطى آنذاك.

في قيرغيزستان، تغطي شبكة الجيل الخامس، التي شيدت بمشاركة شركات صينية، المدن الرئيسية، ما رفع نسبة انتشار الإنترنت في البلاد من 43 بالمئة إلى أكثر من 70 بالمئة. وفي الوقت نفسه، في طاجيكستان، حققت منصة الرعاية الصحية الرقمية، التي طورتها الصين وطاجيكستان معا، تغطية كاملة للاستشارات الطبية عن بعد، ما أفاد سكان المناطق النائية.

وكما يتضح من هذه المشروعات، يتجه أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون نحو تعاون أوثق في القطاعات الناشئة، من بينها الطاقة النظيفة والحماية الإيكولوجية ومركبات الطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي.

بفضل التعاون في مجال التجارة الإلكترونية عبر الحدود، أصبح بإمكان المزيد من المنتجات عالية الجودة من أعضاء المنظمة دخول السوق الصينية. في عام 2024، ارتفعت واردات الصين من التجارة الإلكترونية عبر الحدود من الدول الأعضاء بنسبة 34 بالمئة.

وصرح الخبير القيرغيزي إيغور شيستاكوف لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة حديثة، بأن الصين تلعب دورا هاما في منظمة شانغهاي للتعاون، وهي القوة الدافعة لتنميتها.

ووفقا لـ لينغ جي، نائب وزير التجارة الصيني، فإن الصين، تماشيا مع شعار “عام التنمية المستدامة لمنظمة شانغهاي للتعاون”، تعمل على تعزيز التعاون مع شركائها في المنظمة في مجالات النفط والغاز والتصنيع والطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي.

وأضاف المسؤول أنه من المتوقع أن تعزز هذه الجهود التحول الصناعي وتوطد العلاقات في مجال سلاسل الصناعة والإمداد بين أعضاء المنظمة.

ــ التطلع إلى الشمول والمنافع المتبادلة

أشاد شيستاكوف بالصين لوفائها بالتزاماتها بدعم الدول الأعضاء في المنظمة دون فرض شروط سياسية، وقال إن هذا النهج يجسد روح شانغهاي، التي تؤكد على الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام تنوع الحضارات والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.

بحلول نهاية عام 2024، تجاوز إجمالي استثمارات الصين في الدول الأعضاء والمراقبين وشركاء الحوار 140 مليار دولار أمريكي.

وأكد ياسيرو راناراجا، خبير سريلانكي في الشؤون الدولية والمدير المؤسس لمبادرة الحزام والطريق في سريلانكا، أن المنظمة واصلت نموها وتوسعها على مدى الأعوام الـ24 الماضية، ما يعكس شمولها وجاذبيتها وحيويتها. وتعد سريلانكا شريكة حوار للمنظمة.

وأضاف أن رغبة العديد من الدول في الانضمام إلى المنظمة كشركاء حوار وأعضاء، قد برهنت على اعتراف المجتمع الدولي بهذه المنظمة.

وأوضح أن المنظمة تُوفر منصة قيمة للتعاون بين بلدان الجنوب العالمي. ففي الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات كالصراعات الجيوسياسية والحمائية، تجسد المنظمة “رؤية أكثر نزاهة وشمولا للحوكمة الإقليمية”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة : الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة يتدهور إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث

الأمم المتحدة : الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة يتدهور إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث

شفا – قال مسؤول أممي رفيع المستوى إن الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة يستمر في …