
جرح وضياء ، بقلم : نسيم خطاطبة
وأقولُ إذْ أَروي بقلبٍ خاشِعِــــي
مِنْ جذوةِ الأيّامِ يسطعُ ضيــاءُ
دَعْ ما يُريدُ الدّهرُ أنْ يمضي بنا
فالخيـرُ بـاقٍ والـبـلاءُ يـفـنــــاءُ
لسْتُ السَّقيمَ إذا التقيتُ أحبّتي
إنـي كـظَـمــآنٍ سقــاهُ الــمــــاءُ
لسْتُ الضَّلالَ ولا تَحُطُّ مَقادرِي
بلْ أرتقي أملاً وأرقى ســـماءُ
مُعذَّبٌ في دَهرِ ذِئبٍ خائنٍ
لكنَّ صَبري في الشّدائدِ دَاءُ
أنا الجريحُ بطعنةٍ قد أُغمِدتْ
في خَاصِرِي واستُبعِدَ الإخفاءُ
أنا الكريمُ ومَن يُرِدْ إيقاعَنا
فـلـيَـعـلمـنْ أنَّ الكـرامَ إبـاءُ
أنا الحنانُ إذا غدوتُ مُعَلَّلًا
لكن إذا غُدِرَ الوفاءُ بلاءُ
أنا النَّسيمُ إذا رَقَتْ أنسامُهُ
أنا العَواصفُ إنْ تتابعَ جَـــراءُ
ذكراكِ وَهْمٌ أنْ يعودَ مَاضِيٌ
قد عَرْجَتْ قَدماهُ وهوَ عِياءُ
أوقَدتِ نارَ الشَّوقِ حتّى أضرَمَتْ
مِـشعَــلًا يُــنــيــرُ لَـيـلَنـا ضيـــاءُ
وجراحُ قلبي نازفٌ في صَمتِهِ
تَسري النَّسائمُ تُضمِّدُ الأدواءُ
كانتْ مسيرةُ عابِرٍ لا غيرَها
ضاعتْ خطاهُ وما لها إحياءُ
سِرنا طويلاً في دروبِ محبّةٍ
وبَنَيتُ أحلامي فضاعَ رَجاءُ
أتـظنّ أنّي بالبـقايـا مُقِيـمَـةً؟
قد ضاعَ صرحٌ وانتهى البِنـاءُ
قسَمتْ خطايَ مَقادِرٌ محتومةٌ
واللهُ يجمعُ في المودّةِ شُفعاءُ
يا ربَّ فاصلْ بينَ دربٍ مظلمٍ
واجـعلْ لـنـا في دربِـنـا بـقـاءُ
أمِّلْ قلوبَ العاشقينَ بموعِدٍ
يجمعْهُمُ في جنّةٍ سَمحــــاءُ
يا ربَّ أنتَ لكلِّ قلبٍ مُوجَعٍ
أمنٌ وملجأُ رحمةٍ وشفــــاءُ
نسيم خطاطبة